حول نجومية الشّعر في الجزائر اعتبرها الشاعر رشيد دحمون بأنها تخضع لعدّة عوامل، فبعضها يصنعها الجمهور، وبعضها تصنعها الجامعات بالتفافها (مواضيع مذكّراتها) حول شخصيات دون أخرى، والبعض الآخر - وهي الأغلبية - تصنعها دُورُ الثقافة باجترارها لأسماء معيّنة دون أخرى في أغلب نشاطاتها.
أما فيما يخصّ الحساسيات بين الشّعراء،فقد أكد الشاعر دحمون أن لكل ذي مهنة ينفر من صاحبه، هو شيء طبيعي، غير الطّبيعي هو الزجّ بالخلافات الشّخصية الضّيقة على حساب الثقافة، وهذا ما جعل الجمهور يهجر الأمسيات والملتقيات الأدبية عموما، وهنا نجد أنّ الشّاعر هو الذي أسقط قيمته في عين جمهوره الذي كان يراهُ قدوة!
صراع الأجيال، قضية محال أن يسقطها الزّمن، في أيّ مجال بما فيه الشّعر، فمن الطّبيعي أن يرى شعراء الجيل القادم أنّ الشّباب «يخربشون»،
وأنّهم بعيدون عنهم كبعد الشّمس عن الأرض، وأن يرى الجيل الجديد أنّ القدماء مترفّعون متكبّرون، بل وخائفون من أن تسرق السّاحة منهم.
معتبرا أن المشهد الشّعري في الجزائر لم ولن يسقط، حتّى وإنْ قلّ، أو تحكّمتْ فيه المصالح الضيّقة، ولو حكّمنا المنطق لقلنا إنّه ليس من المسؤولية الشّاعر أن يقنع من تربّى على «الواي واي» أن الفصيح أبلغ
وأجمل وأنبل، القضية قضية أذواق، والذّوق لا يناقَش، والنّخبة منذ العصور القديمة فئة قليلة.