السينما العالمية تحتفل بعيد ميلادها الـ120

أكثر من ربع مليون فيلم غيّرت واجهة الحضارة البشرية

أسامة إفراح

مرّ يوم الـ28 ديسمبر الفارط دون ضجة، رغم أن هذا التاريخ شهد واحدا من أهم الأحداث الثقافية والفنية في تاريخنا المعاصر.. ففي هذا اليوم احتفلت السينما العالمية بعيد ميلادها الـ120، حيث أقيم أول عرض سينمائي في باريس يوم الـ28 ديسمبر عام 1895، حينما أجرى الأخوان لوميير أول عرض سينمائي أمام الجمهور.
في شارع كابوسين في العاصمة الفرنسية، وبالضبط في قاعة مطعم «غران كافيه» الباريسي، أقيم هذا العرض، ودفع الحاضرون حينها فرنكا واحدا مقابل بطاقة سمحت لهم بمتابعة تلك الحفلة التاريخية.
وكانت البداية بفيلم حول خروج عمال من معمل لوميير في ليون ومدته 45 ثانية فقط، ليكون بذلك أول ما يعرض أثناء تلك الحفلة مع ذلك استمتع الجمهور المتابع المسحور بمشاهدة أشخاص يتحركون على الشاشة مرات عديدة، ثم عرض الأخوان تسعة أفلام وثائقية قصيرة أخرى.
بعد ذلك أعد الأخوان لوميير فيلما آخر سمي بـ«وصول القطار إلى محطة لاسوت» ووقف الراغبون في متابعته في طوابير طويلة خارج مطعم «غران كافي» (المقهى الكبير)، وكانت مدة الفيلم 50 ثانية فقط، ورغم ذلك تمكّن هذه الفيلم من إثارة الخوف والرعب وحتى الذعر لدى المشاهدين أثناء اللقطات القصيرة للفيلم لأن القطار الذي ظهر على جدار أبيض اقترب من الحاضرين وتزايد حجمه، حتى ظن الحضور بأنه سيخرج من شاشة العرض ويدهسهم.. إحساس يصنع اليوم مجد ما يعرف بـ»السينما ثلاثية الأبعاد».
وبعد بدئها بقليل، اشتهرت السينما الفرنسية خارج فرنسا، حيث أقيم عرض الفيلم حول وصول القطار إلى محطة لاسوت في موسكو ماي عام 1896. وبعد عقدين فقط رفعت السينما إلى مصاف الفنون من قبل الكاتب الفرنسي ذي الأصول الإيطالية ريتشوتو كانودو عام 1919.
أعقب ذلك تطور سريع ومحطات كبيرة عرفتها السينما، كان من بينها التوصل إلى التزامن بين الصورة والصوت، وبثهما في نفس الوقت، وهكذا فبعد أن كانت السينما «صامتة»، خرجت عن صمتها وانتقلت الأفلام من التمثيل الأقرب إلى المسرح والإيماءات، إلى الحوارات والمؤثرات الصوتية. ثم جاء عصر السينما بالألوان، وهكذا إلى أن وصلنا اليوم إلى السينما عالية الجودة وثلاثية الأبعاد.
وتقدر «مؤسسة التحليل القطاعي في مجال الإعلام» عدد الأفلام الروائية (الطويلة) التي تم تصويرها في جميع أنحاء العالم بين 1906 و2005 بحوالي 250 ألف فيلم.
وتتفاوت حصة كل بلد، ففي الفترة ما بين 1906 و1999 أنجزت الجزائر 99 فيلما حسب نفس المصدر، وفي نفس الفترة أنتجت مصر 2836 فيلما، فرنسا 9895 فيلما، إيطاليا 9641، اليابان 26089، فيما أنتجت الهند 31273 فيلما، خلف الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الـ31568 فيلما. وواصلت الهند تقدمها في الفترة ما بين 2000 و2003 بـ4168 في مقابل 2430 فيلم أمريكي.
وفي هذه الفترة، لم تكن السينما أداة في يد الفنانين والمبدعين فقط، بل الساسة والعسكريين أيضا، حيث أثبتت أنها وسيلة بروباغندا من الطراز الرفيع، كما أن انتشار الأخبار بالصوت والصورة بدأ في شكل أفلام تعرض في قاعات السينما، وهو ما نقل الجمهور نقلة نوعية، من الجرائد والإذاعة إلى الصور المليئة حركة، والموصلة لأكبر عدد ممكن من الرسائل. فعيدا سعيدا للسينما، ولكل مهنيي ومحبّي الفن السابع في العالم.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024