المبدعـة فايزة حدادي لـ»الشعب»:

أنظـر إلى الكتابـة على أنهـا الـروح والفكـرة التي لا تموت

حوار: فاطمة الوحش

فايزة حدادي.. كاتبة وشاعرة، وطالبة جامعية بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، معلقة صوتية ومتحدثة تحفيزية، مشاركة في تحدي القراءة العربي لسنة 2022، متحصلة على المرتبة الثانية بمقاطعة الجزائر.. تسعى جاهدة لنحت اسمها في الساحة الأدبية، ورفع شعار الجدارة والاستحقاق، وبناء فكر أدبي ثري، يصور المسرح الحقيقي الذي نعيشه في هذه الحياة.

- «الشعب»: ماذا تعني لك الكتابة؟ وما الهدف منها؟
 فايزة حدادي: أنظر إليها على أنها الروح والفكرة التي لا تموت مهما اشتبكت أناملي، وتباطأت نبضات قلمي، فإني لأجد فيها السكينة والأمان، هي الوعاء الذي أسكب فيه مكبوتاتي، هي البساط الذي يسافر بي إلى عالم الإبداع، هي المرآة العاكسة للخلفية الحقيقة لشخصيتي، هي اللهجة الصامتة المترجمة للأحاسيس والمشاعر الصادقة الحانية التي تختلج صدري، وما يراودُ مخيلتي، هي المرمم لشتات عظامي، هي نور لظلمتي، هي الهروب والفرار من الواقع الفظيع إلى العالم الثاني، عالم الإبداع والترفيه، هي الكشف عن خبايا الحروف والمعاني، هي المؤنسة بعد الفقدان، هي العشق والهيام، هي الوجود بعد التيه والضياع، هي اللسان الناطق والمعبر عن أحزاني وأفراحي. هدفي أن يلتمسَ القارئ من حروفي جرعة من المساندة والمساعدة، فيستعيد طاقته وليدرك أن كربه سيفرج عن قريب، هدفي أن أقاسمه دمعة الغبطة والبهجة والسرور والحزن التي يذرفها بصمت ضئيل جدا، أن أناديه من بعيد فيستمع إلى أنين الأخوة والحنين، أن أبادره بلفظةٍ تجمد ذلك النزيف الغزير، أن يحتوي بها فيجدها ملجأ ومرهما لكل جرح عميق، أن أضمَّهُ بها فلا يظن أنه وحيد، أن أنشده، وليخبره القلم أنه طوال الليل من غيره أسير.
-  ماهي المواضيع التي تتطرقين إليها في كتابتك الشعرية؟
 المواضيع التي أتطرق إليها في كتاباتي أغلبها مستوحاة من الطبيعة، وهذا ما يسمى محاكاة الطبيعة، ووصفها، ووصف القمر، ووصف البحر، والنجوم، والليل، والتأمل والتدبر في الأشياء الدقيقة غير المعلومة وغير المرئية عند البعض، وتسليط الضوء عليها، وعلى الثغرات المهملة عند البعض، ومن أهمها: التعايش، مثل: محاكاة الحجر والنهر والوديان عن طريق الكلام المنظوم والموزون، ومحاكاة البحر وهيجانه، والرجوع إلى الماضي والذكريات الجميلة، والبكاء على الديار وأحبابها، ووصف الليل، والشكوى من طولها، وبعضها مكمّلة للقصائد التي دوَّنَها جدي. وهذا الأخير لا يقتصر فقط على اللغة العامية أي؛ «الشعر الملحون»، بل حتى على الشعر الفصيح، فأنا أميل إلى شعر الشاعر الجاهلِي اِمرئ القيس كثيرا، وأحيانا أقلده من حيث الشكل والمضمون، أي؛ الموضوع الذي يتناوله في الأبيات والأشطر، وذلك في إطار محدودٍ، فقد اتخذت الشعر أو غرض الغزل طابعا وقالبا ومنهجا راقيا متأثرة به، فأتغزَّل بالطبيعة والأحباب، في حين هو يتغزل بحبيبته ليلى، فقد يحيا في نشاط إبداعي وأدبي ثري جدا، والهدف من ذلك هو إسقاط شعري على شعره من حيث المضامين المختلفة، كالغزل، والمدح، والرثاء وغيرهم، ومن أبرز الشعراء المعاصرين الذين تأثرتُ بهم الشاعِر: محمود درويش.
-  من الشعراء الذين تأثرت بهم أيضا؟
  قبل أن أتحدث عن الشعراء الذين تأثرتُ بهم، يجب أن أنبّه إلى نقطة أساسية، كانت هي نقطة الانطلاق بالنسبة، وهي تأثري بجدي الذي لعب دورا كبيرا في ميلي إلى مجال الشعر، وتعلقي به، كونه شاعرا وأحد سماعي الطرب العربي الأصيل.
كان جدي عريقا بلغته وسلاسة أسلوبه ومرونته، وقد انعكست صداقتي معه، وقرابتي منه انعكاسا إيجابيا عليَّ، حيث دفعني نحو الإنتاج الإبداعي والثقافي، كان ينشدني أجمل المقاطع على صوت أمواج البحر، ويسمعني أجمل ما قيل في الألحان الشعبية القديمة، من بينها صاحب قصيدة «يا بحر طوفان» وقصيدة «يا المقنين الزين» للشاعر محمد الباجي رحمة الله عليه.. كان يحتفي كذلك بقصائده الثرية والمفعمة في الحفلات والأفراح والمناسبات الدينية، وكنت رفيقته في المشوار الأدبي والثقافي الَّذيْنِ يُحيِيهِما كل سنة، فاتخذت شعره مقاما، وطابعا أساسيا، وركيزة النهوض بالشعر الملحون عن طريق محاكاة ما ورثته عن جدي من أدب عريق، ومن أجمل ما خلفه من القصائد تلك المعنونة بـ:»موليحة وشجروها».
- وهل تقتصر كتابك فقط على الشعر؟
 لا الشعر يعد جانبا واحدا فقط، فما أكتبه وأدونه لا يقتصر على الشعر كنوع أدبي رفيع فقط، بينما يمزج قلمي بين ما هو مقال ونص وشعر، أما فيما يخص الرواية فلم أخض غمارها، فقد انصب اهتمامي في كتابة النصوص التي كنت أراها المنطلق الوحيد للنهوض بالأدب عامة الذي يعتبر الركن والقاعدة الأساسية للخروج إلى ساحة الأدبية، والتي أعالج فيها مواضيع اجتماعية من بينها النص الأول حول «صفة التعجرف» وما يروادني في كل حين، حينما يغيب الصديق أجده أقرب إلي من النفس العميق، فالنصوص ماهي إلا مرأة عاكسة لما يعيشه المجتمع كتبت العديد منها، وكان الأسلوب يتغير من مرحلة لأخرى.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024