أطباق فنية وتاريخية صنعت المشهد بعاصمة الحضنة

”لقطاطشة” إنجاز تاريخي يحفظ للمنطقة ويخلّدها بأحرف من ذهب

المسيلة: عامر ناجح

مرافق ثقافية لا تفي الغرض وأخرى ينتظر تجسيدها 

شهدت عاصمة الحضنة المسيلة خلال سنة 2015 عدة نشاطات ثقافية كانت ولا تزال راسخة في أذهان من عايشوها، واستمتعوا بما تمّ تقديمه من عروض وخاصة تلك المتعلقة بعرض الأفلام والمسابقات الغنائية والإنشادية والتي شهدت مختلف مناطق الولاية.
ولعل أبرز حدث ثقافي هو ذاك الذي شهدته بلدية الدهاهنة، ممثلا في عرض فيلم “لقطاطشة” لمخرجه علي عيساوي ومسابقة الحنجرة الذهبية ومهرجان الإنشاد.
 محطة حاسمة في تاريخ المنطقة،
كانت منطقة لقطاطشة الواقعة شرق بلدية الدهاهنة المتاخمة لجبال تقلعيت وأولاد تبان خلال شهر أكتوبر المنقضي، على موعد عرض الفيلم الثوري لقطاطشة وبنفس المكان الذي كان معقل المجاهدين خلال الثورة بمركز العبور للمجاهد الشايب الطاهر بحضور والي الولاية ونخبة من المجاهدين، الذين جسّدوا شهاداتهم التاريخية في الفيلم خلال 56 دقيقة، شارك فيه العديد من كبار الفنانين على غرار الفنان حسان بن زراري وجمال دكار، والعديد من أبناء القرية الذين تقمّصوا أدوارا على غرار سكان القرية والفلاحين والمجاهدين، حيث تمحور الفيلم حول مركز العبور للطاهر قطوش، الذي ما يزال شاهدا من شواهد الهمجية الاستعمارية لحد اليوم،  على الرغم من مرور السنوات وتعاقب الظروف الطبيعة القاسية، إلا أنه ما يزال شامخا شموخ الجبال الواقعة عليها، حيث سجّل الفيلم العديد من الشهادات لمجاهدين عايشوا الثورة أمثال المجاهدين حمداوي فتيحة، علاوة مريني، قادة احمد ونواوي أرملة شايب الطاهر، واتّفقت شهادات ممّن أدلوا بها في الفيلم على أنّ مركز الشايب الطاهر لعب دورا كبيرا إبان الثورة، خاصة وأنه كان يستقبل أكثر من ألف مجاهد في الأسبوع مع تقديم وجبات الغداء والعشاء، وحتى الألبسة التي كانت تتم خياطها آنذاك من قبل المجاهد سي البحري قطوش.
هذا الفيلم حسب من تتبّعه من السكان والزوار يعتبر ذو قيمة كبيرة، خاصة وأنه رسم العديد من الشهادات الثورية، وهو ما جاء على لسان الأستاذ والباحث في التاريخ قطوش ابراهيم ابن صاحب مركز العبور، أنّ هذا الفيلم تجسيد حقيقي لشهادات مجاهدين ضحّوا من أجل أن تتحرّر الجزائر من المستعمر الغاشم، وأنّ هذا الفيلم هو ثمرة حلم راوده منذ وفاة والده سنة 1986.
«الحنجرة الذّهبية” موعد يتجدّد ومكسب أقرّه الجمهور
حدث آخر بارز في المحطات الثقافية بالمسيلة، كان هذه المرة من تنظيم جمعية وسام للثقافة والفنون ممثلا في مسابقة الحنجرة الذهبية، التي كانت دار الثقافة مسرحا لها وبحضور كبير لكبار الفانين  على غرار الفنان الأستاذ سفيان زيقم والفنان الأستاذ عمورة عبد الرؤوف والفنان بلامة احمد وخرّيج مدرسة ألحان وشباب الفنان ابراهيم حدرباش واسماعيل هلالي وبمشاركة 15 ولاية، حيث جاء على لسان رئيس جمعية وسام للثقافة والفنون سمير معروف في حديثه لـ “الشعب”، أنّ الجمعية تمكّنت في وقت وجيز من رسم الفعل الثقافي والفني المتميز محليا ووطنيا، وذلك بعد أن أسّست لمسابقة أعطتها عنوان “الحنجرة الذهبية”، حيث وبعد الطبعة الخامسة من المسابقة التي شارك فيها عديد المتنافسين والمواهب الشابة من كافة ربوع الوطن، كسب القائمون على الجمعية ثقة الجمهور والمتتبّعين والمختصين، في أن الإرادة والإلتزام بالعمل يؤديان إلى جودة المنتوج، فمسابقة “الحنجرة الذهبية” يمكن لها أن تكون منافسة لبرامج ومسابقات تبث على مستوى عديد الفضائيات.
مهرجان الإنشاد
شهدت مدينة بوسعادة مهرجان الإنشاد بحضور 11 ولاية و18 فرقة إنشادية بحضور وجوه فنية كالملحن كمال معطي والمنشد عبد الجليل اخروف والفنان فؤاد وامان والإعلامي فؤاد أمقران، حيث عادت الكلمة في الأخير لفرقة الصفاء  البوسعادية. كما عرفت بوسعادة في ذات السنة انطلاق تظاهرة “مدينة تقرأ” التي تضمنت توزيع مطويات وإلقاء محاضرات من تقديم عدة أساتذة ومختصين دامت لأسبوع، ومن جانبه يقول الكاتب رابح ظريف “أن هناك مشروع إنجاز قصر للثقافة، وهو ما سيشكّل مساحة هامة لمثقفي الولاية. مقر مديرية الثقافة الآن غير مريح تماما، ولا يسمح لطاقم المديرية بظروف مثالية للعمل، أمر آخر، خاصة وأنّ مثقفو الولاية وفنانوها بحاجة إلى فضاءات للقاء خارج أوقات العمل، فلا يمكن أبدا أنْ تبقى المؤسسات الثقافية تعمل بنظام إداري وتغلق أبوابها على الساعة الرابعة ونصف”.
وطالب المتحدث التفكير في أن يتحول العمل في المؤسسات الثقافية الى نظام التناوب والمداومة، لتتحول الى قبلة للمثقفين والفنانين والمهتمين يتبادلون فيها الآراء والنقاشات. وأكد رابح ظريف أن ولاية المسيلة تحتاج إلى مرافق ثقافية أكبر، وإلى رؤية جديدة لدى المؤسسات الثقافية لاحتواء الوضع الثقافي. ولعل أبرز حدث انتهت به المحطات الثقافية بالمسيلة هو ترشح ابن عين لحجل صحراوي علي، الذي نال المرتبة الثانية، وكذا مغادرة مدير الثقافة إبراهيم بن عبد الرحمان وتحويله إلى عين تموشنت.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024