انطلقت بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، المنافسة الرسمية لنيل الجائزة الكبرى لـ«العناب الذهبي”، وذلك بمشاركة 19 فيلما طويلا من 13 دولة، تسهر عليها لجنة تحكيم دولية، ستشرف أيضا على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم، وجائزتي أحسن تمثيل نسائي ورجالي، أفضل سيناريو، فضلا عن جائزة الجمهور التي تمنح للفيلم الفائز بعد التصويت عليها من قبل الجمهور العنابي.
توافد الجمهور العنابي أمس بكثرة على مسرح مجوبي لمشاهدة الفيلم الوثائقي الفلسطيني “المطلوبون 18”، الذي شارك قبل وصوله إلى الجزائر في عديد المهرجانات الدولية منها مهرجان أبو ظبي السينمائي”، “أيام قرطاج السينمائية” ومهرجان “تورنتو الدولي”، فضلا عن ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار المقبلة.
ووقف جمهور المسرح من خلال هذا الفيلم على إحدى انتفاضات الشعب الفلسطيني، التي تعود إلى سنوات الثمانينيات وبالضبط في مدينة “بيت ساحور”، واحدة من المناطق التي شهدت مقاومة شعبية عارمة ضد الاحتلال الصهيوني.
لم يكن الفلسطينيون على دراية بأن اقتنائهم لمجموعة من الأبقار سيثير حفيظة إسرائيل التي أعلنتها حربا على هاته الحيوانات، حيث كانت ترى فيها خطرا يحدق بها ويهدد أمنها..
المخرج عامر الشوملي وبأسلوب هزلي ومرح، وباستخدام الصور المتحركة حينا، وشهادات حية لشخصيات عايشت الحدث أحيانا أخرى، نقل المتفرجين إلى واحدة من أغرب ممارسات الكيان الصهيوني ومطاردته لـ18 بقرة، حيث تبدأ أحداث القصة حين قرر سكان “بيت ساحور” العصيان المدني، وامتنعوا عن دفع الضرائب ومقاطعة المنتجات الاسرائلية، والاكتفاء الذاتي، بحثا عن التحرر والاستقلال، فقرروا إنشاء مزرعة للأبقار لانتاج الألبان ومشتقاته، والاستغناء عن الشركة الاسرائلية المحتكرة للسوق، وبعد أيام قليلة من العمل اعتبرت السلطات الاسرائلية الأبقار تهديدا لأمنها، لتبدأ حملة الاعتقالات في صفوف الناشطين وإصدار أوامر بإغلاق المزرعة إلى أجل غير مسمى.
سكان بيت سحر قرروا بدورهم عدم الرضوخ لقرارات السلطات الإسرائيلية التعسفية، ليقوموا بإخفائها بعيدا عن أعين الجيش الإسرائيلي، الذي أعلنها حربا على الأبقار دامت 04 سنوات، واستخدام إجراءاته القمعية، المتمثلة في سياسة حظر التجول، الذي كان يستمر لأشهر في بعض الأحيان بهدف تجويع الفلسطينين وتركيعهم، وبالمقابل صمود الشعب الفلسطيني الذي اصطدم في الأخير باتفاقية أوسلو سنة 1993، والتي جاءت مخالفة لأحلام ورغبات الفلسطينيين.
للإشارة الفيلم للمخرجان الفلسطيني عامر الشوملي والكندي بول كوران، انتاج مشترك بين فلسطين، كندا وفرنسا.
