خرجت حياة شهد في إصدارها الجديد «تصاميم أنثى» على المألوف مقدمة إنجازا أدبيا مميزا وجذابا يزيد في تحفيز القارئ على اطلاعه ومتابعة أدق تفاصيل روايتها.
« تصاميم أنثى ..الرواية القضية الصامتة» الذي قدمت مضمونه في لقاء صحفي معها بجريدة «الشعب» حياة شهد يعطي صورة أخرى عن الكتاب في الجزائر شكلا ومضمونا تبرز أهمية الغلاف في شد القارئ عبر عرض مضمون بطريقة اغرائية ارادتها المؤلفة رسالة غير مشفرة للعناية بالمطالعة والعودة إلى خير أنيس الورقي مصدر الإلهام والثقافة في الزمن الرقمي وطغيان تكنولوجيات الإعلام والاتصال التي جعلت كل كاتب يفتح موقعا له وصفحة ينشر مؤلفاته وإبداعاته.
اختارت حياة شهد الوجهة الأخرى والطريق المغاير بإصدار كتاب زاده جمالا وجاذبية محمد حموش بخطوطه ورسومه العربية بعيدا عن اعتماد الصور الجاهزة في أولى الصفحات المستقاة من الانترنيت بلا معنى ولا روح.
صدر الكتاب باللون بتصاميم باللون الأبيض والأسود التقنية التي اعتمدها الخطاط حموش أعطت قيمة إضافية لكتاب « تصاميم أنثى « أول باكورة إبداع حياة شهد في حقل التأليف الواسع بحلاوته ومرارته ومغامراته. قالت عنه المؤلفة: «إنها رواية أرادت أن تخاطب بها الأنثى عبر العصور، عن أشياء ما كان يجب أن تلبسها إلا أنثى كعباءة تاريخية. ليس كمجرد تشويه إنما كامل لا يمكن اقتباسه بأي حال من الأحوال ومع ذلك يتواجد ضمنيا في كل زمان، خلودا أبديا ينتهي بانتهاء العالم حين لا تكون هناك أية قضية.»
وواصلت المؤلفة في إعطاء الدلالة والبعد لتصاميم أنثى الذي يعطى الانطباع لأول وهلة وكأن الكاتبة تتحدث عن نفسها وتعطي إسقاطات عنها قائلة مزيلة أي لبس وغموض: «الأنثى التي يصنعها هذا الكتاب لم يسبق لي أن رايتها وما كان لي أن أراها لأنها كانت اقرب لشيء تبحثه السماء في قطر ما من ذاكرة الآمة المسلمة، وفي شبر مختزل من تاريخ العروبة لذلك اعتقد أن البحث عنها بين المارات وبين مجموع المحيطات الأنثوية والقارات ذات التشفير النسائي. وبين الفساتين المتناثرة هنا وهناك . وبين الظلال الكثيرة التي ترسمها الماءات الشاغرة وحتى تلك المرتقبة كنزهة ليلية سيفيد شيئا.»
أعطت الكاتبة شهد وهي فنانة اهتمت بالرسم لسنوات بالأنثى الذي تضمنتها واجهة الغلاف التي جمعت بين تناقضات الأشياء ومضاداتها. بين الأنثى والدين، القرية والمدينة، الأصالة والمعاصرة. الأنثى بالمختصر المفيد تعبير عن الوطن العروبة ووضعها السياسي المضطرب في المحيط الجيواستراتيجي الدولي المتغير بسرعة البرق وفق املاءات الخارج وضغط الداخل واكراهاته.
« تصاميم انثى» رسائل مشفرة وجهتها حياة شهد لمجموعة من القراء المميزين الذين يفهمون مضمون الرواية، فجاءت مختزلة للحصارات والممنوعات لاحتلال مكانة له في عالم التأليف. وهو عالم لا زال يتسع للكتاب الورقي الذي أنجزته حياة شهد بأبهى حلة زادته حرارة خطوط ورسوم المبدع محمد حموش.