الأديب رفيق جلول في حوار مع « الشعب»

الرّواية الجزائرية فرضت نفسها في السّاحة الثقافية العربية

حاورته: آمال مرابطي

«مجموعتي الشعرية لتظاهرة عاصمة الثّقافة حبيسة الأدراج»

ثمّن الكاتب والأديب رفيق جلول تواجد الرواية الجزائرية وحضورها على المستوى العربي، وقال أن هناك نبوغ  أدبي رغم النقائص، مشيرا إلى أن تدهور الكتاب لا يعود أسبابه للوسائل الرقمية بل حال الجزائر هكذا قبل هذه الوسائل، حيث اعتبر نسبة القراءة في الجزائر ضعيفة.
❊ الشعب: بداية ما الذي تمثله الكتابة بالنسبة لكم؟
❊❊ رفيق جلول: حياة أي شخص في هذه  الانسانية دائما نجدها مرهونة على شيء ربما  أقول يتنفسه، يحبه، متعلق به، لا يستطيع  التخلي  عنه،
هكذا هي الكتابة دائما بالنسبة لي، لا أستطيع  التخلي عنها رغم صعوبة طريقها وقسوة  مسارها، ومهما كثرت العراقيل.
 ❊ الشّارقة تستقبل روايتكم ومؤسسات ثقافية تشتري نسخ منها ما أهمية ذلك بالنسبة إليكم؟
❊❊ سرّني  جدا  أن  تكون  روايتي  «أوتيل تركي  « ضمن منشورات  دار «ورد الأردنية» في الموسم  الأدبي  الجديد  2015 ــ 2016، حيث تلقت  مسارا  جيدا  في  النشر  منذ  اليوم الذي  وقعت  فيه  العقد  وطبعت  ونشرت  وهي  الآن  توزع، وأول  الغيث  كان  في صالون  الشارقة  الدولي، والذي هو من أهم  الصالونات  الدولية  للكتاب  عربيا  على  الأقل،  وقد  فاجأني الناشر عندما  أبشرني  أن  هناك  مؤسسات  ثقافية  بالشارقة  اشترت  الرواية، وهذا  الأمر  مهم  جدا  لدى،  أي  كاتب  سواء  كان  في بداية  طريقه  أو  في  الذروة، أسعدتني  كثيرا  هذه  المشاركة  التي  كانت  من  حليفي و حليف  دار ورد  الأردنية  للنشر والتوزيع،  وقد  ذكر  لي  الناشر  كذلك  أن  أغلب النسخ  التي  أخذها  معه قد  بيعت  في أيام  معدودات، حيث  كان  القراء يسألون عنها  من  مختلف الجنسيات  العربية.
❊ على ضوء رصيدكم الكتابي المتعلّق بالرّواية، ما الحيّز الذي يحتلّه الخيال بين محتوياتها؟
❊❊ الخيال  جزء لا  يتجزأ  من  الكتابة  الأدبية  عموما  من  مختلف  فنونه  (رواية، مسرح، شعر، قصة..)، وهذا  ما  يجعل  الأدب الذي  نكتبه  بمختلف  اللغات  وعلى  مختلف  الأفكار، نجد  أن  الخيال  الجزء المهيمن عليها  ، وأنا  شخصيا  خلال  تجربتي  الأولى  مع  الرواية   قبلها  تجارب  شعرية  متعددة  طيلة  سنوات  من  فترة شبابي هذه ، لا أتخلى  أبدا  عن  الخيال، فهو  فاتح  شهية  الكتابة  والتوسع  فيه  هو ما  يوصلها  إلى  الجودة، إن الكتابة  ليس  كلاما  عاديا  أو  مقالا  صحفيا،  الكتابة هي  الخيال  الذي  نعبر  عنه  على  الورق.
❊ ما الحدّ الفاصل بينكم وبين رواية «اوتيل تركي»؟
❊❊ في رأيي أن الكاتب الروائي يحتاج دائما لواقع الذي يعيشه ليكتب حتى وإن لم يكن واقعه  فهو واقع الشارع  الذي  هو  منه  أو  يسير  فيه،  تجربتي  الشخصية  في  الحياة وواقعي  صراحة  تركته  جانبا، إلا  بعض  الشخوص  التي  استعملتها  في الرواية  والأماكن  التي  أعرفها،  فهذا هو  الواقع  الذي  أقصده، و بما  أن  رواية  «أوتيل  تركي»  هي  رواية  اجتماعية  بامتياز  فإني  اخترت  واقع  المجتمع  الوهراني  كما  هو  بخيره  أو  شره  بفضيلته  أو  رذيلته، هكذا أنا أفهم الكتاب الروائية، الكاتب جزء من واقعه وحتى وإن كان ما يسرده نوع من الحكايات التي يسمعها أو يقرأ عنها على شكل أخبار يستقسيها من الجرائد ومن أفواه الناس، على الروائي أن يحسب لهذا لأنه كذلك واقع معاش، باختصار الرواية ليس بالضرورة تعني شخصي، هي تعني واقعي مع المجتمع .
 ❊ واقع الرّواية اليوم في الجزائر؟
❊❊ بصراحة كقارئ جيد للرواية الجزائرية  هي  في تطور وقد  نبعت  أقلام  جديدة وكذلك عبر  مختلف  الأجيال  في الرواية، وهذا  ما  جعل حضورها  واقعيا  على  المستوى  العربي  على  الأقل ، وهذا  ما  يثمن  نبوغ  أدبي  رغم النقائص  التي  تمر  عليها  الجزائر  في تجارب  أخرى  كالشعر، وهذا  ما  يجعلني  متشبثا  في قراءة  الرواية  الجزائرية  كثيرا  مع  مختلف  الروايات  العربية  والعالمية، وإني أرى  لها تطورا  كبيرا  على  الصعيد الأدبي  أكثر من  الشعر.
❊ مع انتشار الوسائل الرّقمية، كيف تنظرون لمستقبل الكتاب في ظل هذه الهيمنة التّكنولوجية؟
❊❊ لا  أعتقد  أن  تدهور  القراءة  يقاس  هكذا، أو  إحالة  السبب  الرسمي  إلى  الوسائل  الرقمية، بالعكس  ربما  الوسائل  الرقمية  ساهمت  في انتشار  الكتاب  أكثر  عالميا،  وهذا  ما  نجح  فيه  الغرب  عكس ما يحدث في الجزائر حيث أسيئت استعمال  الوسائل  الرقمية، إذا  تدهور  الكتاب  لا يعود  لهذه  الوسائل  بل  حال  الجزائر  هكذا  قبل  هذه  الوسائل، حيث  القراء هنا أقل نسبة  من  الغرب، وربما  حتى في باقي الدول العربية
والاسلامية،  لهذا لا أرجع  تدهور الكتاب  للوسائل الرقمية التي نجحت  في الخارج.
❊ كيف تقرأون دور المثقّف في الجزائر وما يقوم به؟
❊❊ يقول «نيتشه»: «أحب فقط ما كتبه الإنسان بدمه»، ومن  هذه  المقولة  الخالدة  أقول أن  المثقف  الجزائري  لم  يستوعب  بعد  الكتابة  بدمه  ربما  فقط  بعض الأسماء، وفي  بعض  نصوصهم، أنا  شخصيا لا  أحدد دور المثقف في  الجزائر ولا  خارج  الجزائر، أما  أنا  فدوري هو  الكتابة  للإنسانية وما  يربطني بباقي  الكتاب هو رابطة  القارئ  بالنص لا أكثر، لا أستطيع  أن  أرهن  المثقف الجزائري فيما  أراه، ولن أتمنى أن  يكون الجزائري ذلك الإنسان الذي وصفه «نيتشه»  في مقولته.
 ❊ ما مشاريعكم الثّقافية؟
❊❊ لي مشاريع  كثيرة وأهمها كتابة رواية  جديدة  لن أعلن عليها الآن  وأنتظر كباقي
المبدعين الشباب صدور مجموعتي الشعري في  تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» التي  بقيت رهن الأدراج لأكثر من سنتين، وقد أحضّر
 مجموعة شعرية أخرى كذلك أدعها لقدرها لتنشر، وأتمنى أن يحدث ذلك في أقرب الآجال.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024