إحتضن أمس، فندق «ماريوت» بقسنطينة، الطبعة السادسة للملتقى الدولي»أنثروبولوجيا وموسيقى» حول موضوع: «المهارات وكيفيات الانتقال المرتبطة بالموسيقى ذات التقاليد الشفوية والمالوف القسنطيني»، بمشاركة مختصين من 15 دولة عربية وأجنبية، وهذا في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
وتهدف الطبعة السادسة لهذا الملتقى الدولي ـ ومن خلال المداخلات المختلفة ـ إلى الشروع في التفكير مجددا في نقل المهارات المرتبطة بأداء انتقال وتطوير الإنتاج الموسيقي الجزائري، وهذا لمواجهة أثر أخطار العصرنة والعولمة التي تهدد تراثنا الموسيقي المتميز بطبيعته الشفوية.
ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام، العديد من المداخلات، تتمحور حول مجموعة من المحاور منها:»مساهمة النصوص في إثراء الموسيقى التقليدية، دور وسياق الموسيقى التقليدية في ظل العصرنة وانتقالها بين التقليد والعصرنة، التكنولوجيا كوسيلة من زجل دراسة الموسيقى التقليدية والحفاظ عليها، وأخيرا المهارات المرتبطة بفنون الموسيقى».
وقال الدكتور «سليمان حاشي» رئيس دائرة الملتقيات في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، أن هذا الملتقى الدولي ومن خلال جميع طبعاته السابقة واللاحقة يهدف بالأساس إلى إنتاج «أطلس» للتراث الموسيقي الجزائري، إضافة إلى الموسوعات العلمية والبيبليوغرافيا الخاصة بالموسيقيين الجزائريين، مشيرا إلى إن الدول التي تكون غنية أكثر بتراثها الشفوي من حقها المحافظة عليه ومن ثمة المحافظة على خصوصيتها الثقافية بين الشعوب. ومن جهتها أكدت السيدة «مايا سعيداني» رئيسة اللجنة العلمية لهذا الملتقى، أن التفكير بجدية في نقل المهارات في الموسيقى التقليدية الشفوية أضحى اليوم يمثل أكثر من ضرورة ملحة لتوثيقه توثيقا علميا وحمايته من الإندثار والزوال، وهذا الملتقى ـ كما أضافت ـ يمثل بداية لتحقيق هذا المشروع الذي انطلق منذ الطبعة الأولى ويتواصل في المستقبل لتحقيق هذه الأهداف. ومن بين المداخلات التي تطرق إليها المشاركون في اليوم الأول: «حول الشفوية والتحليل في الموسيقى العربية» للباحث «محمد قطاط» من تونس، «أصول والأسس النظرية للطبوع في المالوف القسنطيني» للباحث «عبد المالك مرواني» من جامعة قسنطينة، «فنون الموسيقى والغناء الأمازيغي المعاصرة في ليبيا» للدكتور «عبد الله مختار السباعي» من ليبيا، «الإبداع في العلاج بالموسيقى» للباحثة «اكسيل ميتلشدات»من فرنسا . وتجدر الإشارة، إلى أن مداخلات اليوم، والتي سترتكز على «طرق إنتقال الموسيقى التقليدية، الآلات الموسيقية وحماية الموسيقى التقليدية الشفوية»، سيتطرق إليها متدخلون من فرنسا، تونس، العراق، بريطانيا، تكون متبوعة في نهاية هذه الجلسات بحفل فني موسيقي .