ملتقى احتضنه المركز الجامعي بغليزان

الأدب والطفل في الثــورة الجزائريــة

غليزان: ع. عبد الرحيم

تمّ، أمس، التأكيد في الملتقى الوطني المنظم في معهد الآداب واللغات في المركز الجامعي بغليزان من طرف مختبر اللّغة والتواصل على أهمية الإبداع في الإقرار بالسرد التاريخي لمشاركة الطفل في الثورة التحريرية الكبرى.
ساهمت مداخلات الأساتذة الذين شاركوا من عدة مؤسسات جامعية من الجمهورية في تعرية الخطاب الأدبي، والكشف عن اهتمام المبدعين بالثورة التحريرية الكبرى، والتركيز على الكيفية التي تمّ فيها تصوير الطفل على أنّه بطل في الأحداث التي شهدتها المدن الجزائرية أثناء الثورة التحريرية الكبرى.
وأكد الدكتور مفلاح بن عبد الله على أهمية الحديث عن موضوع الطفل إبداعيا، والجهود التي بات يقدّمها مختبر اللغة والتواصل في معالجة القضايا المرتبطة بواقع المجتمع. وبحث الدكتور عبد الله بوقصّة عن تفاصيل شخصية الطفل في المسرحية التي كتبها عزالدين جلاوجي « أمّ الشهداء»، وخلص الباحث إلى أنّ المبدع في هذه المسرحية كشف عن التحوّل الذي صاحب شخصية الطفل من تلك الشخصية البريئة التي سرقت طفولتها إلى شخصية ثائرة، صنعت البطولة. ورأت الدكتورة علاّل سنقوقة من جامعة الجزائر 2 أنّ المبدعين الجزائريين تعاملوا مع شخصية الطفل عبر دورين إمّا بالتأكيد على مشاركة الطفل في الثورة التحريرية، أو أنّ الابداع استعمل الطفل بوصفه شخصية رمزية لبيان وحشية المستعمر الفرنسي، وكان ذلك عن طريق تشريح مجموعة من القصص القصيرة التي كتب عن هذه المرحلة التاريخية.
وذهبت الأستاذة وهيبة معتوق أنّ نشاط الفنّ المسرحي في الجزائر في فترة ما قبل الاستقلال كانت أهدافه ايجابية، حيث خلصت الباحثة إلى أنّ هذه المسرحيات صالحة للصغار شكلا ومضمونا، الأمر الذي هدف إلى تقوية الرّوح القومية عند الأطفال والدفع بهم إلى الحفاظ على قوميتهم ومبادئهم، ممّا شكّل الوعي لديهم بأهمية الأحداث التي عاشوها في تلك الفترة، وكان العمل المسرحي نشطا بحسب الباحثة من طرف نشاط جمعية العلماء المسلمين.
وأكد الدكتور خليفي سعيد من المركز الجامعي بغليزان بأنّ النّص الإبداعي الجزائري ارتبط بسياقه الاجتماعي والتاريخي، إذ عالج قضايا عصره، وكشف وحشية الاستعمار من خلال تسليط مختلف أساليب القهر على فئة الأطفال. وعمل الباحث على تقديم دور الكاتب محمد مفلاح وتجربته الروائية المتعلقة بمحنة الأطفال أثناء الثورة التحريرية، من خلال قصة « معطف القط مينوش»، وهي القصة التي حاول فيها الكاتب أن ينقل إلى طفل اليوم واقع صديقه طفل الأمس، وكيف عاش تفاصيل الثورة التحريرية.
ولم يقتصر الحديث عن دور الإبداع في التعامل مع واقع الطفل أثناء الثورة إبداعيا كتابيا بل تعدى الحديث عن حضوره في السنيما والإذاعة، حيث قدّمت مجموعة من المقاربات التي تحاول أن تقف على المقاربة السيميائية لصورة الطفل في الأفلام الثورية، وهو ما قام به الباحث بوغازي حكيم من جامعة مستغانم، والدكتورة شامخة خديجة من جامعة غرداية وأخرون. وعرف الملتقى حضور كبير لطلبة المركز الذي شدّ موضوع الطفل، باعتباره أضحى يصنع الحدث على مختلف الأصعدة في الأسابيع الماضية، خصوصا مع استفحال ظاهرة الاختطاف، مما دفعهم إلى تقديم جملة من التساؤلات والاستفسارات المرتبطة بواقع البراءة في الجزائر أمام المشاركين في هذا الملتقى الذي أشرف على افتتاحه مدير المركز الجامعي الدكتور يوسف حاشي الذي أكد في كلمته على أهمية التناول العلمي لموضوع الطفل، سواء على مستوى ميدان الأدب، أوالاجتماع أو القانون.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024