الفنانة المتألقة ندى الريحان في حوار مع «لشعب»:

الفنـان الجزائري يصارع وحيــدا في زمـن تصنع فيـه النجوم

حاورها بجانت: أسامة إفراح

«قولولو ينساني» فيديو كليب أحضره

تألقت الفنانة ندى الريحان كعادتها، حينما أدت الأغنية النشيد «لأنك مثلي تحب الجزائر» من كلمات عز الدين ميهوبي وألحان نوبلي فاضل، وذلك خلال حفل «سمفونية الرمال» الذي احتضنته حظيرة الطاسيلي بجانت.. وحينما اقتربت «الشعب» منها، أجابت بكل عفوية وصراحة، ودافعت عن أفكار على رأسها ضرورة الاستثمار في الفن الجزائري بشكل يسوّق لثقافة الجزائر في الداخل والخارج.
«الشعب»: في البداية، ما هو جديد الفنانة ندى الريحان؟
ندى الريحان: يتمثل جديدي في أغنية «سينغل» تحت عنوان «قولولو ينساني»، من كلمات وألحان موهبة شابة وهو الفنان طارق قادم، وسأصور فيديو كليب الأغنية عن قريب إن شاء الله.. وأدعو الله التوفيق لأن الأمر لن يكون سهلا، فالفيديو كليب سيكون بطريقة حديثة جدا لأننا نريد أن نقدم صورة أخرى عن الفيديو كليبات الجزائرية على غرار نظيرتها التي يتم تصويرها في العالم عموما والعالم العربي خصوصا، وقد فهم الناس بأن الفيديو كليب مهم جدا للترويج للأغنية، لأن الأذن والعين تتماشيان معا، وعلينا كفنانين أن نواكب عصرنة هذا المجال.
- قد يستثمر الفنان الكثير من ماله الخاص في تسجيل وتصوير الأغنية، ليجدها فيما بعد تحمّل بالمجان على أنترنت وتتم قرصنتها وبيعها بطرق غير شرعية.. ما هو تعليقك؟
* لا يتوقف الأمر عند الفنان فقط، بل هناك شركات إنتاج كبرى تشتكي من القرصنة، اليوم لا نستطيع القول إننا سنحارب القرصنة لأنها من نتائج وتبعات التكنولوجيا، في السابق لم يكون هناك يوتيوب ولا أنترنت ولهذا لم يكن المشكل يطرح بهذا الشكل الذي يطرح به اليوم، والفنان صار الآن يبحث عن الإشهار لأعماله، وصارت الحفلات هي المورد المادي الأساسي له، وفي أحيان كثيرة، ونظرا لغياب شركات الإنتاج عندنا، فإن الفنان الجزائري اليوم يعتمد على نفسه وعلى إيرادات حفلاته الخاصة، وهكذا فإن الأغنية أو الفيديو كليب صار الهدف منهما خدمة صورة الفنان وليس البيع، خاصة مع الكم الهائل من الفنانين، وإذا قررت أنا أن أبيع سيأتي غيري ويقدم المنتوج بالمجان. وهذا أثر على طريقة العمل في حد ذاتها، فالفنان اليوم لم يعد يسجل ألبوما كما في السابق، بل يفضل تسجيل سينغل (بمعنى أغنية منفردة)، ثم إن تسجيل السينغل وتصوير الفيديو كليب يعادلان معا تكلفة تسجيل ألبوم كامل، لذا أفضل شخصيا تسجيل أغنية جميلة وفيديو كليب جيد، وهذا من شأنه ضمان بقاء الفنان من خلال مشاهدات الجمهور على أنترنت، ولكن أن يستثمر الفنان ويسجل ألبوما كاملا، فهذا صار أمرا مستبعدا.
- هناك بعض الفنانين الذين يسعون وراء الشهرة والربح السريع ويقعون في فخ «الأغاني التجارية».. كيف تحافظ الفنانة ندى الريحان على مستواها الفني دون أن تخسر علاقتها مع الجمهور ورواج أعمالها الفنية؟
* بالنسبة لي فإن الفنان الذي يسقط في السهولة ويقدم أعمالا تجارية لا ترقى للمستوى هو ليس فنانا. أما فيما يتعلق بي فالناس يعرفون عني بأنني أسير على مقولة «لكل مقام مقال»، مثلا لما أقدم حفلا على غرار الحفل الذي شاركت فيه هنا بجانت مع الأوركسترا الوطنية السمفونية، فإنني لن أقدم أغنية منوعات مع فرقة مثل هذه قد يبلغ موسيقيوها في أحيان 90 عازفا.. لطالما كنت منذ الصغر فنانة متعددة التخصصات، أقدم الأغنية الملتزمة في وقتها، وعندي مجال آخر لأقدم الأغنية الشبابية أو الطبوع الأخرى مثل اللون المغربي، صحيح أن البعض قد صنفني في البداية في خانة الأغاني الشرقية، ثم الأغنية الخليجية، ولكن على الفنان أن يبذل مجهودا لتغيير نظرة الناس له، وعليه أن يعمل لا أن يبقى تأثير تصنيفات الناس له، وأنا شخصيا أحب التجديد في أعمالي الفنية.
- ما الذي يجب أن يتوفر حتى نسوّق صورة الفنان الجزائري في الخارج بشكل أوسع؟
* هذا الأمر يتطلب وقوف أناس كثر مع الفنان، لأن هذا المجال صار يمثل «بيزنس» كبيرا ونجد في العالم العربي مثلا شركات إنتاج كبيرة، كما على الفنان نفسه أن يسوق صورته في الإعلام ولا يركن إلى الكسل، ويبقى التوفيق من عند الله عز وجل، قد نجد فنانين كبارا بموهبتهم التي هي هبة من عند الإله، وفي المقابل نجد أسماء غير موهوبة بذات الدرجة، بل وليس لها صوت، ويتم تسويقها بطريقة عجيبة. لقد صار النجم يُصنع، ووسائل الإعلام الحديث تساهم في ذلك، وفي أحيان لا نريد سماع أغنية ولكن بسبب تكرارها على مسامعنا نحفظها ونصير نرددها دون أن نشعر. نحن في حاجة إلى رجال أعمال يستثمرون في القطاع الفني، وشركات إنتاج لأن الفن هو في المغرب العربي، وخصوصا في الجزائر لأنها شاسعة وواسعة وبالنظر أيضا إلى التراث الذي تزخر به.. كما أن الميدان الفني مكلف جدا، فالفنان يستثمر مالا كثيرا حتى يسجل في الأستوديو ويصور فيديو كليب، هذا الأخير ينتقده العديد من الناس في الجزائر وينسون بأن ما يقف وراء مستوى الفيديو كليبات هو الإمكانيات، لذا فأنا أشجع هؤلاء الفنانين الذين يعملون بما توفر لديهم من وسائل، وأوصهم بألا يفشلوا ويواصلوا العمل، وكل هذا من أجل نشر الأغنية الجزائرية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024