بعد 10 أيام من التنافس في المهرجان الوطني للمسرح المحترف

تعاونية «أصدقاء الفن» لمدينة الشلف تُتوج بالجائزة الكبرى

هدى بوعطيح

لجنة التحكيم تُوصي بحجب الجوائز خلال الدورة المقبلة

تُوجت تعاونية «أصدقاء الفن»ل مدينة الشلف بجائزة أحسن عرض متكامل، عن مسرحية «درب التبانة» لمخرجها ميسوم لعروسي، خلال السهرة الاختتامية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الـ10، والذي عرف على مدار 10 أيام تنافسا قويا بين 16 عرضا مسرحيا، أسفر عن فوز 12 مسرحية بجوائز مختلفة، سهرت على اختيارها لجنة تحكيم، اعتمدت حسب رئيسها جمال مرير على معايير علمية وأكاديمية، مشيرا إلى أن جوهر المهرجان هو الفرجة والاستمتاع وتبادل الخبرات والمعارف.
جمهور الفن الرابع، كان في الموعد أول أمس، حيث غصت به قاعة «مصطفى كاتب» بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، لحضور اليوم الأخير من عمر التظاهرة، ومشاركة الفائزين فرحتهم بالتتويج صانعين بدورهم الفرجة.
فبعد أن افتكت «تعاونية الشلف» الجائزة الكبرى للمهرجان، أعلنت الفنانة أمال حيمر عضو بلجنة التحكيم، عن فوز «أسامة بودشيش» بجائزة أحسن أداء ممثل واعد، عن دوره في مسرحية «صالح باي» لمسرح قسنطينة الجهوي، فيما عادت جائزة أحسن أداء ممثلة واعدة لـ «كنزة أصالة بن بوساحة» عن دورها في مسرحية «التحدي» لمسرح أم البواقي الجهوي، وهي المسرحية التي حصد فنانها «يونس جواني» أحسن أداء رجالي ثانوي، لتكون جائزة أحسن أداء نسائي ثانوي من نصيب «صبرينة قريشي» عن مسرحية «التحولات» لمسرح سوق أهراس.
أما أحسن أداء رجالي رئيسي فقد افتكها الفنان «رمزي قجة» عن مسرحية «وزيد نزيدلك» لمسرح باتنة الجهوي، في حين جاءت جائزة أحسن أداء نسائي رئيسي مناصفة بين «شهرزاد خليفة» عن مسرحية «فندق العالمين» لمسرح سكيكدة الجهوي، و»حورية بهلول» عن مسرحية «من حقي نحلم» لمسرح العلمة الجهوي.
جائزة أحسن نص مسرحي عادت للمخرج «محمد شرشال» عن عرض «الهايشة» للمسرح الوطني الجزائري، حيث احتكمت لجنة التحكيم على طبيعة النص الأصلي، الاقتباس، الترجمة، الحبكة، الحوار والبناء الدرامي..
مفاجأة المهرجان تجّلت بنيل المخرج الشاب «فوزي بن إبراهيم» جائزة أحسن إخراج عن مسرحيته «وزيد نزيدلك» لمسرح باتنة الجهوي، بالرغم من تنافسه أمام عمالقة الفن الرابع، وعلى رأسهم المخرج الكبير شريف زياني عياد، لتعود جائزة أحسن سينوغرافيا ليحيى بن عمار عن مسرحية «التحولات» لمسرح سوق أهراس الجهوي، وجائزة أحسن إبداع موسيقي لنجيب غريسي عن مسرحية «دلاّلي» لمسرح سيدي بلعباس الجهوي، ليتوج مسرح تيزي وزو الجهوي بجائزة لجنة التحكيم.

اختيار الفائزين لم يكن سهلا لتقارب الأعمال والرؤى

من جانب آخر قدمت لجنة التحكيم مجموعة من التوصيات، تهدف إلى الارتقاء بالمسرح مستقبلا، والتي قرأها أحمد رزاق، مشيرا في بداية الأمر إلى أن اختيار الفائزين بجوائز المهرجان لم يكن بالسهل، لتقارب الأعمال من حيث المستويات، المضامين والرؤى، حيث اعتمدت أحكام اللجنة على مقاييس ومعايير أكاديمية وعلمية، حتى تكون منصفة غير أن الكم الهائل من الأعمال والعروض ـ يقول ـ مع الاختلاف في المدارس والأشكال والأنواع المسرحية قد زاد مهمتهم تعقيدا.
وأضاف رزاق بأن اللجنة لاحظت أن الجوائز والتتويجات صارت الهدف الأسمى بالنسبة للفنانين، حيث تحول المهرجان إلى مسابقة تنافسية ككل المسابقات الوطنية أو بطولة من البطولات الرياضية يجلب فيها المتنافس مشجعيه وأنصاره، داعيا أن يعود المهرجان إلى هدفه الأسمى في خدمة الجمهور عبر كل المسارح الوطنية.
وقال أحمد رزاق بأن لجنة التحكيم توصي بإلغاء لجنة التحكيم من المهرجان كلية، مع حجب كل الجوائز، وتقترح إيجاد صيغ أخرى لتتويج الفنان وتكريمه عبر أطر ومعايير معروفة عالميا ذات مصداقية ونجاعة، مثل تقييم الفنانين لبعضهم البعض من خلال مجهوداتهم طوال السنة، والاعتماد على المداخيل والمبيعات الموثقة رسميا مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

على وزارة الثقافة وضع ميكانيزمات جديدة

كما توصي اللجنة بإعادة النظر في ميكانيزمات العمل المسرحي من بدايته إلى أرشفته الإنتاج، التوزيع، الترويج.. حيث جرت العادة في تاريخ المسرح العالمي عامة والمسرح الجزائري خاصة، أن يكون المخرج هو سيد القرار، وصاحب الفكرة ومصمم الرؤية وهو من يختار النص في إطار سياسة ثقافية عامة لا العكس، ـ يقول المتحدث ـ فضلا عن إعطاء الطاقم الفني كله من الكاتب إلى المخرج وغيرهم الوقت الكافي لإنجاز العمل الفني على أحسن وجه، مع التأكيد على ضرورة إشراك الإدارة ومسؤوليتها في متابعة العمل للسهر على وطنية الموضوع دون إقصاء للفكر والتجربة أو للمساهمات الأجنبية المدروسة، مع الضمان الكامل وغير المنقوص لحرية التعبير والإبداع الحر مرفوقة بضمان حرية النقد.
أما في ما يخص التوزيع والترويج للمسرحيات، فتوصي اللجنة بالمساهمة الفعالة لوزارة الثقافة، في وضع ميكانيزمات جديدة لحمل الثقل عن كاهل المثقفين والترويج لأعمالهم القيّمة خدمة للفن وللثقافة وللوطن، وأن تدعم الاستراتيجيات التي تخدم الوطن على المدى القريب، المتوسط والبعيد والتخلى تدريجيا عن المناسباتية والفعل الظرفي الذي لا يخدم سوى الأفراد وبعض المجموعات.
كما أوصت بأرشفة الفعل المسرحي كفعل ثقافي وكفعل وطني، وبكل الطرق المكتوبة والمرئية والمسموعة منها، على أن يكون للمهرجان مجلة تنشر شهريا طوال العام، ترصد جديد المسرح الجزائري، وذلك بتدخل وزارة الثقافة من أجل توثيق المسرحيات، عبر إشراك القنوات العمومية والخاصة، وتسجيل المسرحيات، حتى لا تُمحى ذاكرة جيل بأكمله.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024