زهور ونيسي ومالك حداد يكرّمان في قسنطينة

أيقونتان من الأدب الجزائري تحلقان في سماء سيرتا

قسنطينة: أحمد دبيلي

كرّمت مساء أول أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، كل من الكاتبة “زهور ونيسي” والأديب الراحل “مالك حداد” بوسام “درع قسنطينة” كأيقونتين من الأدب الجزائري، وهذا في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015.

وشهد هذا اليوم التكريمي مداخلات عديدة، تضمنت شهادات حية عن حياة وتاريخ هاتين الأيقونتين، حيث كشفت هذه الشهادات بعض الجوانب الخفية لهاتين الشخصيتين المبدعتين، والتي جمعتهما مدينة واحدة وحقبة تاريخية واحدة وجمعهما أيضا هدف واحد وهو الكتابة الأدبية والإبداع.
وقد اختزلت مداخلات يوسف وغليسي، جمال فوغالي، إدريس بوذيبة، جميلة زنير، حياة الكاتبة زهور ونيسي الأدبية والمهنية والإنسانية، كون هذه المرأة شبّت في أعرق أحياء قسنطينة العتيقة، وتتلمذت على يد شيوخ من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فنبغت في الكتابة التي انطلقت فيها سنة 1954، وواصلت فيها حتى اليوم من خلال روايات سردية، جمعت بين الرواية التقليدية والحديثة، حتى صنّفت من سيدات السرد، كما ترأست زهور ونيسي مجلة “الجزائرية” التي حملت هموم الأقلام الجزائرية  المبدعة، وكانت عضوا بارزا في اتحاد الكتاب الجزائريين، ثم توّلت مسؤولية أول وزيرة للتعليم في الجزائر، ولهذا كما ذكر المتدخلون، أنه لا يمكن اختصار حياة “زهور ونيسي” في كلمات فهي الأديبة التي وشّحت بثلاثين وساما وطنيا وعربيا.
وعن حياة الأديب الراحل “مالك حداد” فقد اختصره الفيلم الوثائقي الذي أعدّه التلفزيون الجزائري وبث بالمناسبة، حيث لخّص الشريط من خلال شهادات للدكتور “أحمد طالب الإبراهيمي، أحلام مستغانمي، أحمد أقومي، رشيد بوجدرة، زهور ونيسي”، محطات في حياة هذه الأيقونة، التي لم تنل حقها من الدراسة والتحليل، حيث كان من المفروض إقحام نصوص مالك حداد في المقررات المدرسية، لينل حقه من المعالجة والتمحيص، فهو الأديب الذي قيل عنه أنه أل من قتله سرطان الصمت وعاهة اللغة، رغم أنه كان أديبا متكاملا وكتاباته أنيقة، كان همه استقلال الجزائر، فهو إذا يحتاج إلى قراءة جديدة مرة أخرى.
ودائما في نفس السياق، تعرّض متدخلون أمثال “عبد السلام يخلف، حليمة خوجة، محمد الطاهر عرباوي” لجوانب أخرى من حياة مالك حداد، المعلم ابن مدينة قسنطينة من خلال طفولته ونصوصه المترجمة إلى لغته العربية التي قال عنها، إن الاستعمار أراد أن تكون لديه عاهة لغوية مدى الحياة، وهو الذي كان يحلم بعد أن تنتهي الحرب عودة الطيور للتحليق ثانية في سماء الجزائر.                
من جهتها، عبّرت السيدة “زهور ونيسي” عن سعادتها بهذا التكريم، والتي كما قالت عنه: “إن هذا التكريم يحمل طابعا خاصا بالنسبة لي فقد كرمت قبلها، لكن هذا استثنائي، فقد جاء في مدينتي وهي متوّجة بتاج عاصمة للثقافة العربية، وهو شرف لي أن أكرم مع مالك حداد، هذا الرجل الجميل الذي رشحته أمينا عاما لاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1974، في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وهو من بارك هذا التتويج”.
علما أن “زهور ونيسي” ختمت زيارتها لقسنطينة ببيع بالإهداء لكتابها “الإمام عبد الحميد بن باديس وميلاد أمة: تاريخ حياة”، والذي صدر عن دار النشر “ألفا” سنة 2015، حيث قرر التلفزيون الجزائري، حسب ما أعلن عنه على هامش هذا التكريم السيد “إلياس بلعربي” مسؤول بالتلفزيون، إلى إنتاج فيلم يروي حياة العلامة الراحل عبد الحميد بن باديس.      والجدير بالذكر أن هذه التكريمات ستتواصل مرة كل ثلاثة أشهر، لأديبين جزائريين، وهذا حتى اختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024