يحّط ملتقى «الشارقة للشعراء الشباب» رحاله في طبعته الخامسة بالجزائر، حيث تحتضن قاعة «الموقار» هذه التظاهرة الثقافية، التي أطلقها حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي احتفاء بكوكبة جديدة من الشعراء الشباب من مختلف البلدان العربية، وتحفيزهم على الإبداع، حيث يأتي الملتقى في ظل الاحتفال بالذكرى الـ 60 للثورة التحريرية المجيدة، تحت رعاية وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، وبالتنسيق بين الديوان الوطني للإعلام والثقافة والمجلس الأعلى للغة العربيّة.
أشارت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي في كلمة ألقاها نيابة عنها رابح حمدي، الأمين لوزارة الثقافة، أنه شرف للجزائر أن تحتضن ملتقى «الشارقة للشعراء الشباب»، وهي تظاهرة تنبئ عن حس إبداعي خلاق وشعور صادق إزاء مكانة الشعر في عالم اللغة العربية الفسيح، معبرة عن امتنانها بافتتاح هذا اللقاء الشعري الذي سنّه سمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة دعما منه وتحفيزا للشعراء الشباب الذين برعوا في صناعة القصيدة وأسهموا في تنمية الذائقة الشعرية.
كما ثمنت وزيرة الثقافة اختيار الجزائر لتكون عاصمة للشعراء الشباب، خاصة وأن هذا الحدث الثقافي الهام يتزامن واحتفال الشعب الجزائري بمرور 60 سنة على اندلاع الثورة التحريرية، التي تغنى بها الشعراء العرب مشرقا ومغربا،وفي الخليج العربي، مستلهمين منها قيم التضحية والحرية، مؤكدة بأن الجزائر تعتز بما تقدمه من خدمة للثقافة العربية على كل الأصعدة، إذ يكفي التذكير ـ تقول ـ احتضانها لتظاهرتي «الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007» و»تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011»، وتتهيأ لأن تكون قسنطينة عاصمة للثقافة العربية في 2015، مبرزة في كلماتها بأنها مواعيد للفن والإبداع والتراث والثقافة.
وأكدت أن هذين اللقاءين المبرمجين يحتضن شعراء الجزائر الشباب، وملكة الشعر لا توهب لأي كان ويختص بها أفراد قليلون موهوبون يرتقون بالكلمة ويصنعون منها عوالم أخرى تستقر في الوجدان وتعيد صياغة الأشياء كما لو أنها مختلفة عن الواقع، وتلك هي عبقرية الشاعر.
وأضافت نادية لعبيدي بأن الجزائر كأي أمة أخرى قدمت للإنسانية أسماء نعتز بها، وتعتز بها الأمة العربية، وتربى على ذوقهم شعراء جدد منحوا للجزائر مكانة في الشعر العربي والعالمي، كما نوّهت بالأسماء الجديدة التي تتسلق أسوار الشعر ورغبتها الكبيرة في تقديم نصوص قوية ومتنوعة.
وأشاد عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، باحتضان الجزائر لملتقى الشارقة للشعراء الشباب، والذي يحل اليوم ـ يقول ـ بين أحضانها معززا في إشارة إلى المكانة السامية التي يحتلها الشعر في هذا البلد المضياف، مشيرا إلى أن الملتقى الذي بدأ رحلته بين أقطار الوطن العربي ليحقق مقاصده النبيلة في إثراء المشهد الشعري في الوطن العربي بنتاج شعري تخطه مشاعر وأحاسيس شباب الحرف والقلم من أبناء هذه الأمة، والذين سنلتقي بهم في رحاب الدورة الـ 5 لملتقى الشارقة للشعراء الشباب، ليكونوا إلى جانب إخوانهم العرب الذين قدموا هذا الملتقى في مصر وسوريا ولبنان والأردن والمغرب وموريتانيا ليعززوا جيلا من الشعراء نرنو إلى اقترانه بعقد هذا الملتقى في جميع أقطار الوطن العربي.
وقال بأن حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هو راعي هذه المبادرة التي تهدف إلى تشجيع الشعراء الشباب وتقدير إبداعهم، وهذا اللقاء هو نتاج اللحمة العربية الأصيلة، التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بالجزائر، والتي تأتي بفضل القيادة الرشيدة للبلدين.
من جهته، نوّه رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي بمكانة الشارقة التي اعتبرها واحدة من أكبر العواصم الثقافية والتي يحكمها مثقف قدم لها هاته المكانة العريقة، مؤكدا بأن اختيار الجزائر لاحتضان الملتقى هو وعي منهم بإسهاماتها عبر التاريخ وعلو كعبها لما تقدمه من أسماء في هذا المجال.
وقال إنه بمجرد الاتصال به أدرك مكانة الجزائر لدى الأشقاء العرب، بتقديم أسماء جديدة في عالم القافية، مشيرا إلى أن اختيار 20 شاعرا لتنشيط هذا الملتقى، هو جزء بسيط بما تزخر به الجزائر من شعراء شباب كان لهم حضورا قويا في المحافل الدولية وافتكوا الجوائز الأولى.
وقد شهد ملتقى «الشارقة للشعراء الشباب» إلقاء قصائد شعرية لعدد من الشعراء الشباب وتكريمهم من قبل محمد عبد الله العويس، وبالمقابل كرم المجلس الأعلى للغة العربية، كل من محمد عبد الله عويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ولخضر بن تركي، مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وسفير دولة الإمارات أحمد علي ناصر.