في إطار صالون الجزائر الدولي للكتاب، احتضنت قاعة علي معاشي بقصر المعارض ندوة حول «المكتبة وقضية التكوين»، من تنظيم النقابة الوطنية لناشري الكتب، تطرق فيها الدكتور عبد الكريم ترار إلى سياسة النشر وعلاقتها باستراتيجية التكوين، وما يحيط بهما من عوامل ديمغرافية، اقتصادية وسياسية.
وحاولت المائدة المستديرة التطرق إلى ضوابط تسيير التوزيع ومكتبات البيع، وطرحت تساؤلات منها: هل تتكيف مع المعطيات والصعوبات؟ وهل يسير عليها الناشر؟ وما هي أهمية التكوين بالنظر إلى السوق وما يرافقها من سوء تنظيم؟ وهل هناك عوامل أخرى توازي التكوين أهمية؟
افتتح المائدة المستديرة رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب أحمد ماضي قائلا: «إن صناعة الكتاب بدأت تتطور كثيرا في العقد الأخير، وإذا كانت دور النشر لا تتجاوز الـ25 دارا في التسعينيات، فإنها الآن تتعدى الـ250 دار نشر، وهذه الأرقام دليل على دعم الدولة لصناعة الكتاب في الجزائر»، وسجل ماضي تناقصا في عدد مكتبات البيع، حيث صار العدد حاليا أقل من 200 مكتبة.
«الكتاب ليس له مستقبل لأنه هو المستقبل».. بهذه المقولة افتتح الدكتور عبد الكريم ترار، خبير وأستاذ علم المكتبات بجامعة بوزريعة مداخلته التي قال فيها إن قطاع التربية عرف تطورا كبيرا في الجزائر، وهو ما لم يواكبه قطاع التكوين وعلى الخصوص فيما يتعلق بالمكتبات والنشر.
وتحدث ترار عن غياب سياسة واضحة خاصة بالنشر، كما ركز على ثلاثة عوائق تحيط بالتكوين بشقيه الجامعي والمهني: العائق الأول هو عدم الكفاية، الثاني هو عدم التوازن، أما الثالث فهو الارتجال.
وأكد ترار على ضرورة إعطاء معنى للتكوين، معتبرا أن تتالي السياسات وتعاقبها لم يعط الوقت الكافي من أجل القيام بوقفة تقييم للمسار الخاص بالتكوين.
ولاحظ الجامعي أن قطاع النشر وصناعة الكتاب يعاني مما وصفه بـ»نقص اليد العاملة المؤهلة، وغياب سياسة تكوين واضحة»، مدعما رؤيته هذه بعدد من الأرقام والإحصائيات، فمثلا أشار إلى أن عدد نقاط البيع بلغ سنة 1976 ما يعادل 1396 نقطة بيع (بما في ذلك المكتبات)، إلا أن هذه النقاط في أغلبها متمركزة في الشمال، وكان للجزائر العاصمة حصة الأسد، ونفس الشيء تم تسجيله بخصوص المكتبات المتخصصة.
كما أشار المداخل إلى أن عدد مستوردي الكتب قارب الـ875 مستورد سنة 2011، ما يدل على تنامي استيراد الكتاب على حساب النشر. وركز المداخل على أهمية دور القطاع الخاص، قائلا إن الدولة لا تستطيع لوحدها تحمل نفقات قطاع مثل قطاع النشر.
وخلص ترار إلى وجوب العمل على العلاقة تكوين/عمل، في ظل وضعية النشر والمكتبة التي وصفها بالسيئة، وهي وضعية أول من يحس بها هم الكتاب والمؤلفون، الذين يرون أعمالهم ترفض أو تؤجل. كما سجل المحاضر تزايد الإنتاج الذي يقابله تناقص المقروئية.
واقترح ترار ثلاثة عناصر من أجل استراتيجية فعالة: إقامة نظام اتصال بين مختلف الفاعلين في القطاع، تمكين هؤلاء الفاعلين من تقديم واقتراح إضافات على النصوص المنظمة، وفي نقطة ثالثة إقامة نظام للتحكم أكثر في مسألة العرض والطلب.
وأعقب النقاش وقفتا تكريم لذكرى الشاعر محمد العيد آل خليفة، وكذا الفنان التشكيلي وجامع التراث الفني لمدينة دلس عامر شعباني.
النقابة الوطنية للناشرين تناقش وضعية التكوين والمكتبات
ضرورة وضـع سياسـة واضحـة ومتكاملة للنشــر
قصر المعارض: أسامة إفراح
شوهد:889 مرة