شهد اليوم الثاني من افتتاح المعرض الدولي للكتاب في طبعته الـ19 إقبالا كبيرا للزوار، الذين تهافتوا على الصالون، الذي عوّدهم على تقديم أفضل وأحدث الإصدارات، لا سيما وأنه تميّز هذه السنة بمشاركة 926 عارض من بينهم 267 ناشر جزائري، و659 ناشر أجنبي.
تسجل عديد دور النشر الجزائرية والعربية والأجنبية حضورها في المعرض الدولي الـ19 للكتاب بقوة، من خلال الإصدارات القيمة في مختلف المجالات والتخصصات العلمية والأدبية والثقافية والتاريخية، حيث تشارك سواء بعناوين جديدة لكبار الكتاب من العالم أو بإعادة طبع وترجمة لعناوين صدرت سابقا.
هذا الزخم الذي يعرفه الصالون جعل القراء يتهافتون عليه من مختلف ولايات الوطن، حيث وقفنا والساعة تشير فقط إلى الـ11:00 صباحا على تواجد العديد من الحافلات التي اصطفت تباعا في حظيرة السيارات، حيث أقلت الراغبين في زيارة المعرض، والبحث عن ضالتهم في مختلف المجالات.
وبدخولنا إلى الجناح المركزي لقصر المعارض صادفنا الحضور القوي للقراء من مختلف الفئات والأجناس العمرية، حيث توزّعوا على مختلف دور النشر، وعلى وجه الخصوص دار القصبة، التي عرفت إقبالا كبيرا نظرا لمختلف العناوين التي دأبت على تقديمها لمختلف الزوار، والذين عبّر عدد منهم لـ»الشعب» عن امتنانهم الكبير، للثراء الذي يشهده معرض الكتاب، حيث وجدوا ضالتهم لدى مختلف دور العرض، سواء منها الجزائرية أو الأجنبية، وهذا ما أكده محمد سلماوي أستاذ اللغة العربية مشيرا إلى أنه جاء إلى المعرض لاقتناء على وجه الخصوص الكتب العلمية والتربوية، وأشار «مصطفى طالبي» إلى أنه تعوّد على زيارة المعرض كل سنة، حيث يجد ضالته خاصة فيما يتعلق بالكتب العلمية، لا سيما وأنه طالب جامعي ومقبل هذه السنة على التخرج، متمنيا أن يجد في هذه الطبعة الإصدارات التي تعينه على إنهاء مذكرته وبالخصوص في جناح ديوان المطبوعات الجامعية، وهو ما أشار إليه أيضا مرافقه الذي اعتبر الصالون فرصة للطلبة والتلاميذ للحصول على ما يرغبون فيه من كتب علمية، خاصة ـ يقول ـ وأن المكتبات المتواجدة بالعاصمة، تكاد لا تتوفر على الإصدارات الجامعية.
وقال «نذير س» إنه جاء لاقتناء بعض الكتب التاريخية له ولأبنائه، متمنيا أن تتوفر دور النشر على ما يريده، خاصة وأن هذه الطبعة ـ يضيف ـ تحتفي بستينية الفاتح من نوفمبر ومن المفروض أن تكون دور النشر الجزائرية اهتمت بإصدار الكتب الخاصة بهذه المناسبة.
إلى جانب ذلك شهد أيضا المعرض إقبالا كبيرا للطفل على مختلف الفضاءات التي خُصصت له، حيث وجد في متناوله ما يلبي حاجاته العلمية والفكرية والترفيهية، أطفال من مختلف الأعمار والأجناس، توافدوا بكثرة على المعرض الدولي للكتاب واقتنوا ما يريدونه، كل حسب رغباته وتطلعاته الفكرية. حتى أن الطفل صاحب 03 أو 04 سنوات وجد ضالته في كتب التلوين والرسوم المنتشرة على كثرتها في المعرض، وصادفنا خروج طفل من المكتبة الخضراء محمّلا ببعض القصص، وقد كانت الابتسامة تعلوا محياه، على اعتبار أن ما اقتناه يعدّ بالنسبة له هدية من والده.
فالأطفال أصبحت زيارتهم لا تقتصر فقط على الاطلاع، وإنما اقتناء أيضا الإصدارات، حيث أن هذا الإقبال أصبح يشجع دور النشر على الإبداع والإنتاج أكثر لهاته الفئة، على اعتبار أن الطفل رجل الغد ولابد من الاعتناء به كأولوية من الأولويات، ولذلك ارتأى المنظمون خلال هذه الطبعة إعطاء أهمية كبرى للطفل بتخصيص جناح «القصبة» بأكمله لهذه الفئة، بهدف تحفيزها وتعويدها على المطالعة، فضلا عن برمجة نشاط ترفيهي تثقيفي باستقدام «حكواتي» يقوم برواية القصص للأطفال.