اللقاءات الأورو ـ مغاربية للكتّاب بالمكتبة الوطنية

إجماع وتأكيـد علـى ضـرورة الحــوار بين الثقافــات

أسامة إفراح

انطلقت أمس، فعاليات الطبعة الـ6 للقاءات الأورومغاربية للكتّاب، التي تنظمها بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، والتي تتمحور حول شعار «الحياة في مكان آخر»، وقد أجمع ضيوف هذه التظاهرة على أن شعارها، الذي هو عنوان رواية التشيكي الأصل ميلان كونديرا، لا يعني بالضرورة الذوبان في الآخر، ولكنه لا يجب أن يعني رفض الآخر والاستغناء عنه..
وقد تمّ تأخير هذه اللقاءات الأورومغاربية السادسة، التي درج انعقادها سنويا كل خريف، حتى تتزامن وصالون الجزائر الدولي للكتاب. ويعود هذا الاختيار، حسب رئيس البعثة الأوروبية بالجزائر، السيد ماريك سكوليل، إلى رمزية صالون الكتاب وأنه يمثل الدخول الأدبي في الجزائر، كما أراد المنظمون أن لا يضيع هذا الحدث في فسيفساء الثقافة والبرنامج المكثف الذي سيعرفه صالون الكتاب.
أهمية المواعيد التي تتزامن مع هذه اللقاءات هو ما أشار إليه السيد حاج ناصر، ممثل وزارة الثقافة، فإلى جانب صالون الكتاب، نجد ستينية اندلاع الثورة التحريرية، وهي مواعيد بالغة الأهمية في الأجندة الثقافية الوطنية.
ويشارك في هذه التظاهرة حوالي 15 روائيا من البلدان المغاربية وأوروبا. وعن سؤال «الشعب» حول استضافة اللقاءات الأورومغاربية كتابا من المغرب العربي (كاتبين من تونس والمغرب) وهي التي كانت تقتصر على الجزائريين، وإذا ما كان ذلك يندرج ضمن استراتيجية معينة ينتهجها الاتحاد الأوروبي من أجل توسيع نطاق هذه اللقاءات، أجاب سعادة السفير ماريك سكوليل، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، أن دول الاتحاد تشكل مجموعة، وارتأت البعثة أن يتوسع النقاش الأدبي والفكري إلى مجموعة من الدول في الجهة المقابلة كذلك، ولكنه أكد على أن الأمر لا يتعلق باستراتيجية معينة أو مقصودة، وإنما هي مبادرة ككل المبادرات.
من جهته اعتبر الكاتب والجامعي التونسي محمود ترشونة، في تصريحه لـ»الشعب»، أن هذا الانفتاح على دول المغرب العربي يمثل فرصة حقيقية لتبادل الآراء والخبرات، على الخصوص بين ضفتين أولاهما «متقدمة» وثانيهما في طريق النمو، وليس «متخلفة» وهو الوصف الذي يرفضه محدثنا، الذي أشار إلى الظرف العام الذي يعرفه العالم، بما في ذلك الشق السياسي، مركزا على دور المثقف والأديب في حلحلة الكثير من الصراعات والقضايا العالقة، إلا أن دور المثقف يكون على المدى الطويل، وليس له آثار آنية عاجلة مثلما هو الحال في قطاعات أخرى.
أما عن سؤالنا حول مفهوم «العيش في مكان آخر»، وأن تفسيره لا يعني بالضرورة الفارق بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية، بل أنه قد يعني أيضا دول الاتحاد الأوروبي في حد ذاتها، خاصة مع الفروق الهوياتية بين دول الاتحاد، قال السيد سكوليل، رئيس البعثة الأوروبية، إنه من الهام جدا أن لا يفهم الأمر على أنه لقاء بين ضفتين، مشيرا إلى المثل الإنجليزي القائل: «العشب هو دائما أكثر اخضرارا في الجهة الأخرى»، مؤكدا على أن هذا المثل ليس صائبا في جميع الحالات، واعتبر سكوليل أن الكتاب والمثقفين أقدر على مناقشة هذه القضايا لأنهم يتمتعون بقدر من الحرية الفكرية، التي تفتح الآفاق أمامهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024