أكد الفنان لوناس خلوي الذي يعد من بين أعمدة الغناء القبائلي، حيث يمتد مشواره الفني على مدار أكثر من 40 سنة من العطاء، فالفن بالنسبة له يجب أن يكون في خدمة الإنسانية بصفة دائمة. لم يتوان لوناس يوما في تنظيم حفل فني تضامنا مع المحتاجين، المرضى والمعوزين.
أكد لـ «الشعب» ابن منطقة احسناون، أنه لم يبخل ولو مرة في استجابة أي دعوة للتضامن مع المحتاجين، كل التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه معه.
«الشعب»: لوناس خلوي، شخصية فنية عريقة ارتبط اسمها بالحفلات التضامنية، ما سر ذلك؟
لوناس خلوي: أنا شخصيا لا أستطيع أن أرفض أي شخص يطلب مني أن أنظم له حفلا فنيا تضامنيا، أنا مرهف الشعور وأساند العديد من الحالات الاجتماعية التي تحتاج إلى دعم ومساندة، والتي تتألم لعدم إيجادها الوسائل اللازمة كي تحظى بالعلاج اللازم. لهذا لا يمكنني أن أرفض طلب مساعدة أحد، فأنا مستعد لمساعدة من هو بحاجة لي. لا يوجد شخص يشعر بآلام الآخرين أكثر من الفنانين. يؤلمني حين أرى أشخاص يعانون في المجتمع ولا أحد يهتم بهم، فأنا من الفنانين الذين لا يتوانون عن فعل الخير وسأبقى أساعد كل من يحتاج للإعانة.
وأشير فقط أنني نظمت حفلين بالمسرح الجهوي «كاتب ياسين»، كما نشطت حفلا على شرف المصابين بمرض السكري، والشيء الذي لا يزال راسخا في ذهني، أن القاعة كانت مكتظة، ونتيجة ذلك قمت بعد نهاية الحفلة بشراء تذكرة، وهو ما أعجب الكثير من المواطنين، أما الحفل الثاني كان خلال الشهر المنصرم لمساعدة أحد الشباب الذي يعاني من مرض مزمن يحتاج لإجراء عملية جراحية بالخارج.
^ ما هي المواضيع التي تهتمون بها في الغناء؟
^^ أغني في مختلف المجالات، من بينها المواضيع الاجتماعية، كما أغني عن الحب، الوطن والمرأة والثقافة الأمازيغية. وأنا مواطن جزائري ويهمني مستقبل وطني على جميع الأصعدة، ولذلك أحب أن تكون الأغاني ذات مواضيع هادفة، وقد تأثرت بأغاني الشيخ الحسناوي الذي هو ابن منطقتي.
^ كيف تنظرون إلى واقع الفنان في الوقت الراهن؟
^^ الفنان في بلادنا لا يزال يعيش وضعية مزرية، فلا يمكن أن يكون الفن مصدر رزق له، الفن بحاجة إلى استرجاع مكانته بالجزائر، ويجب على بعض المسؤولين نفض الغبار عن بعض الفنانين المهمشين والمنسيين، رغم أنهم أعطوا الكثير للغناء والفن. أنا شخصيا تعرضت لنفس الوضعية، أين استدعيت من طرف الدول الأجنبية ومثلت الجزائر عدة مرات، آخرها سنة 2001، وتأسفت على أن القنصلية الجزائرية والوزارة المعنية لم تكن على علم بذلك. وبالمقابل اندهشت لاحترام الدول الأجنبية لي واستدعائي لتنظيم جولات فنية، في الوقت الذي همشت في بلدي. فبعد 40 سنة من العطاء لم تنظم أية جولة فنية على شرف لوناس خلوي، بالرغم من أنني لا أحتاج إلى ذلك، فقد صنعت اسمي بنفسي وأعد من بين أقدم الفنانين القبائليين، ولدي جمهوري الخاص، وهذا ليس من باب التكبر. ولكن الحقيقة تقول ذلك، وأظن أن هذا المشكل يقتل الفن بحد ذاته قبل الفنان، فتكريم الفنان في مماته لا جدوى له، ورغم كل ذلك فإن عزيمتى لا تزال متواصلة في خدمة الفن إلى آخر نبض في عروقي، فالموندول هو دمي وروحي.
^ ما هي المشاكل التي تعتري طريق الفن في الجزائر؟
^^ بالنسبة لي، فإن ظاهرة القرصنة من أهم المشاكل التي نعاني منها، ولكن هذا الوضع لا يقتصر على بلادنا الجزائر، بل هو وضع مسجل عبر كافة دول العالم، أتمنى أن تحل هذه المشكلة بابتكار مفتاح سري يمنع نسخ الألبومات وإعادة بيعها بأثمان زهيدة، لأنه منذ ظهور هذه المعضلة جميع المنتجين يرفضون التعامل مع الفنانين نتيجة الخسائر المالية التي تلحق بالمشروع.
^ هل من مشاريع للفنان خلوي؟
^^ سأطرح عملي الفني الجديد قريبا في الأسواق، حيث بدأت في إعداد ألبوم منذ حوالي سنتين، وأنا حاليا في مرحلة التسجيل، ومواضيعه تتمحور حول كل ما له علاقة بالثقافة والمشاكل الاجتماعية، وقريبا إن شاء الله سيكون بين يدي جمهوري.