أصدرت “وحدة البحث في علوم الإنسان للدراسات الفلسفية، الاجتماعية والإنسانية” بجامعة وهران 2، كتاب “مقاربات في تحديث الفكر الديني: القراءات والتطبيقات”، تحت إشراف البروفيسور عبد القادر بوعرفة والبروفيسور لخضر سباعي. ويتناول الكتاب المعرفة الدينية باعتبارها الموضوع الأبرز للمهتمين بأسئلة النهوض بالأمة العربية الإسلامية، باعتبار ما يمتلكه الدين من القدرة والطاقة على تأطير سلوك البشر وشحذ عقولهم وشحن أنفسهم، ولا يضاهيه في ذلك أي مكون آخر من مكونات التراث العربي الإسلامي.
تحت إشراف كل من البروفيسور عبد القادر بوعرفة والبروفيسور لخضر سباعي، أصدرت “وحدة البحث في علوم الإنسان للدراسات الفلسفية، الاجتماعية والإنسانية”، التابعة لجامعة وهران 2 “محمد بن أحمد”، كتابا جديدا بعنوان “مقاربات في تحديث الفكر الديني: القراءات والتطبيقات”. ويتناول الكتاب، الصادر حديثا عن دار “كنوز” للنشر والتوزيع بتلمسان، مسألة المعرفة الدينية، ولجوء الأمم، حين تراجعها الحضاري، إلى تراثها للبحث عن أسباب العطل في مسارها، وهو ما حدث في نموذج الأمة العربية الإسلامية.
وفي هذا الصدد، جاء في الكتاب أن الأمم، في لحظات تراجعها وانكفائها حضاريا، تلتفت إلى تراثها المتعدّد والمتنوع، و«تحاول أن تتلقف بين تلافيفه أسباب العطل الذي أصاب مسارها داخل التاريخ، فتحولت من أمة رائدة تتصدر المشهد وتلهم البقاع بعلومها وفنونها وآدابها، إلى أمة تتنازعها في البحث عن أسباب البقاء وجهتان: وجهة تبتغي هذه الغاية في تراثها المعرفي والمذهبي المختلف، ووجهة تنشد مرام الاستمرار في علوم ومعارف أمم أخرى ترى فيها الجدارة والنجاعة”.
ويضيف تقديم الكتاب: “وإذ ننتقل من العام إلى الخاص، ونفرد حديثنا عن الأمة العربية الإسلامية، نجدها في ما تشهده من تقهقر حضاري مستمر تمثل النموذج المثال لاختبار صدق ما افترضناه من تلازم حتمي بين لحظة الانكفاء الحضاري، حيث صار الالتفات إلى التراث في الساحة الفكرية العربية الإسلامية ملفتا حقا إلى الدرجة التي حدت بأحد المشتغلين به في الحقبة المعاصرة إلى تشبيهه بـ “الردة الفكرية”، بينما حدت بآخر إلى وصفه بـ “النكوص”. إذا ما تجاوزنا مسألة وسم وتوصيف هذه العودة إلى التراث في الفضاء العربي الإسلامي ورمنا تعيين أبرز موضوعات الاشتغال على هذه المادة في قطاعاتها المعرفية وتلويناتها المذهبية المختلفة، وجدنا أن المعرفة الدينية تظل الموضوع الأبرز لأغلب المهتمين بأسئلة النهوض بالأمة العربية الإسلامية، ولعل الاهتمام الملفت بهذا المكون الثقافي ينهض على اعتقاد راسخ لدى قطاع واسع من النخب مفاده أن الدين يمتلك مقدارا من القدرة والطاقة على تأطير سلوك البشر، وشحذ عقولهم وشحن أنفسهم لا يضاهيه فيه أي مكون آخر من باقي مكونات التراث العربي الإسلامي.”