شكّل الدور الروحي والفكري للشيخ بوعمامة في مقاومته للاحتلال الفرنسي، وكذا الأبعاد الاجتماعية والثقافية للمقاومة ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية، أهم محاور الملتقى الوطني لمقاومة الشيخ بوعمامة في طبعته الرابعة، والمنظّم من طرف المركز الجامعي صالحي أحمد بالنعامة، في إطار الاحتفالات بذكرى أحداث11 ديسمبر 1960.
نظّم معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمركز الجامعي صالحي أحمد بالنعامة، فعّاليات الطبعة الرابعة للملتقى الوطني حول مقاومة الشيخ بوعمامة بعنوان “مقاومة الشيخ بوعمامة ورمزيتها التاريخية”، حيث أكّد المشاركون على أهمية إحياء التراث الوطني والتعريف بالأبعاد التاريخية والاجتماعية لمقاومة الشيخ بوعمامة.
الملتقى الوطني الذي عرف مشاركة عدّة جامعات من مختلف ولايات الوطن، على غرار بشار، باتنة، البيض، تلمسان، معسكر وغيرها، أبرز من خلاله المشاركون على التزام الجامعة بدورها في صون التراث الوطني وتعزيز البحث العلمي الهادف، حسب ما أكّده مدير المركز الجامعي صالحي أحمد بالنعامة البروفيسور صافي حبيب.
وقد تضمّنت هذه الطبعة عدّة محاور منها “ثورة الشيخ بوعمامة بين التصوّف والتعبئة التحرّرية” والتي تمّ من خلالها تسليط الضوء على الدور الروحي والفكري للشيخ بوعمامة في مقاومته للاحتلال الفرنسي، إضافة إلى البعد التاريخي لهذه المقاومة، من خلال دراسات ومقاربات أكاديمية ركّزت على الكتابات الأجنبية والمحلية التي وثقت لهذه المقاومة، وأثرها في السياق الوطني، فيما ذهب البعض إلى الأبعاد الاجتماعية والثقافية لمقاومة الشيخ بوعمامة ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية.
بالإضافة إلى “رمزية التراث في مقاومة الشيخ بوعمامة من خلال السينما”، حيث تناول فيها أحد المحاضرين دور السينما في تجسيد أبعاد المقاومة والتراث الثقافي للشيخ بوعمامة، وكذا أساليب المحافظة على قصور الجنوب الغربي الجزائري قصر “مغرار التحتاني أنموذجًا”، من خلال مناقشة طرق الحفاظ على هذا الإرث التاريخي وقيمته الثقافية، خاصّة وأنّ مقاومة الشيخ بوعمامة انطلقت شرارتها من قصر مغرار التحتاني “قلعة الشيخ بوعمامة حاليا”.
كما ركّز المشاركون في ختام هذا الملتقى على ضرورة تعزيز البحث العلمي في توثيق ودراسة مقاومة الشيخ بوعمامة، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي والتاريخي للجزائر، إلى جانب جعله ملتقى دوليا بداية من الطبعة الخامسة”.