شدّد الشعراء والباحثون المختصّون في شعر المقاومة، من خلال الملتقى الوطني الأول حول الشعر الملحون، الذي نظّمته مديرية الثقافة بالتنسيق مع دار الثقافة، على دور التراث الشعبي الجزائري في مواكبة المقاومة وصون الذاكرة الوطنية، مطالبين باعتماد التظاهرة كمهرجان وطني للشعر الملحون بالشلف والولايات المجاورة لها.
انصهرت حناجر شعراء الملحون الذين حجّوا إلى دار الثقافة بالشلف من 18 ولاية في بوتقة فضاء المقاومة وتخليد مآثر الثورة، والتغنّي بانتصاراتها وتضحياتها المضرّجة بدماء الشهداء والمجاهدين الأشاوس في مواجهة آلة الدمار والتخريب ونهب ثروات الأمة، وطمس معالمها ورموزها التي أبت الزوال والنسيان، يقول مدير الثقافة محمود حسناوي، الذي أكّد لـ«الشعب” أنّ “استقطاب هذه الأصوات الشعرية لحناجر شيوخ الشعر الملحون، مع الشباب المبدع بالباحثين والإعلاميين والمختصّين في الشعر الملحون، محطة وقفزة نوعية لممثلي الولايات المشاركة في التظاهرة نحو تثمين تراثنا الشعبي الوطني للمقاومة الذي هو من أولوياتنا لصون الذاكرة الوطنية، وجعل الشباب يتفاعل معها بكلّ فخر واعتزاز”.
وأضاف “هذه الطفرة من شأنها تمهيد الطريق نحو ترسيم التظاهرة إلى مهرجان وطني للشعر الشعبي، بالنظر لما تزخر به الولاية من التراث الشعبي والعروبي والبدوي”، يشير محدّثنا “رفقة الباحثين والشعراء المشاركين في الملتقى الذي كان عرسا حقيقيا تعالت فيه معاني الوطنية والهاجس الثوري لمقاومة سجلت محطات في المخيال الشعري، لهذه النماذج التي نقلت هواجسها من خلال جماليات القصيدة التي استمدّت روحها من التراث الوطني وخلجات الشاعر عمر المقراني أبو الملحون في منطقة الشلف”.
شهدت التظاهرة إلقاء 29 قصيدة لشعراء من أم البواقي وتسمسيلت وعين الدفلى وبشار والشلف ومستغانم والمدية والبليدة والأغواط والجلفة.. وغيرها من بقاع الوطن، حيث امتزجت فيها زغاريد المقاومة والنصر بتفاعل الجمهور الذي استمتع بالقراءات والفضاءات النقدية في قيمها الجمالية، التي كشفت عن مساحات من البوح والعشق للشعر، والجمهور الذوّاق لهذا النموذج الفني من التراث الشعري الذي تحمله مواهب شابة تعد بحقّ للالتزام بقيم هذا الفن والوطن.
وهو ما عكسته قصائد “صرخة ثائر” للشاعر جدايني من الشلف وقصيدة “الشهيد” لعرابي عبد القادر من مستغانم و«حنايا الأوراس” لحبيب صيام من أم البواقي و«عهد الثوار” للشاعرة خليفة جميلة من الشلف، إضافة إلى “رجال صدقوا” لغلال بلحير من تسمسيلت..وهذا كيل من فيض لما جادت به قريحة الشعراء مع القصيدة الثورية المخلّدة للذاكرة الوطنية، يقول المتدخلون بانطباعاتهم النقدية التي تعاملت مع القاموس الشعري للنموذج الملحون من زاوية التراث الشعبي، الذي نال من مخيال الشعراء عبر محطات متباينة انصهرت في بوتقة الشعر الملتزم”.