رقمنة أغلب المـكتـبــات العموميـة لـتـقديم خدمـاتـها لزوّارها بلـغــة الضـــاد
أكّد وزير الثقافة والفنون زهير بللو، أنّ تصنيف أي لغة في أرقى مستوياتها العلمية مرتبط أساساً بديناميكية أهلها الناطقين بها، مشيرا إلى أنّ اللغة العربية تمتلك كل المقومات الثقافية والعلمية والمعرفية لتبلغ أعلى المراتب دوليا، واحتلالها مكانة مرموقة في الحضارات الإنسانية، من خلال ترك بصمتها الواضحة في آدابها وفكرها ورصيدها الراقي المحفوظ.
جاء التأكيد في كلمته التي ألقاها خلال الندوة الفكرية “اللغة العربية والتواصل الحضاري”، المنعقدة بالمكتبة الوطنية الجزائرية، بحضور أساتذة وباحثين جامعيين وبمشاركة فاعلين في المجال.
وأشار السيد بللو إلى أنّ اللغة العربية “واحدة من أكثر اللغات إبداعا على المستوى الثقافي”، حيث أنّها “أتاحت للإنسانية جمعاء وسائل للإبداع والفنون والعلوم..”، كما كان “تأثيرها واسعا على العديد من اللغات والحضارات الأخرى”.
كما ذكر ذات المتحدث، بأنّه نظرا لأهمية الرقمنة لمسايرة التطورات، قام رئيس الجمهورية بتقديم توجيهات تهدف إلى تعميم توظيف اللغة الوطنية، وعملا بهذه التوصيات اليوم أصبحت اللغة العربية هي المتعامل بها في معظم المجالات، على غرار إدخالها في المعاملات الإدارية، التشجيع على استحداث تطبيقات إلكترونية وتقديمها للجمهور بلغة الضاد وبسائر اللغات، فضلا عن تسهيل التعامل مع مختلف الخدمات التي يقدمها قطاع الثقافة والفنون.
وشدّد بللو على متطلّبات المرحلة التي تستدعي تعزيز مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية والدفع بها نحو مستويات أرقى، قائلا “لابد من مضاعفة الجهود بكل جدية وحزم لترقية اللغة العربية، وتطويرها لمواكبة كل التطورات التي تفرضها الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة”.
وأردف بللو، في هذا السياق، أنّ قطاع الثقافة “بادر بعدد من الإجراءات التي ستسهم بكل تأكيد في مواكبة اللغة العربية لهذه التكنولوجيات..”، مذكّرا ببرنامج وجهود الوزارة في مجال الرقمنة، على غرار رقمنة أغلب المكتبات العمومية لتقديم خدماتها لزوارها باللغة العربية.
وضمن الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والفنون خدمة للغة العربية، كشف الوزير على أنه يتم سنويا تنفيذ برامج متعددة للدعم، تشمل طبع وإصدار كتب في شتى العلوم والمعارف والدراسات والبحوث التي تتناول اللغة العربية، كما تسعى الوزارة ـ حسبه ـ إلى تحقيق طفرة حقيقة بتجنيد جميع الطاقات من أجل رقمنة كل المجالات والعمل بحزم لاقتحام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الفنية والتراثية والإبداعية بلغتنا العربية لتعزيز حضورها في المجالات الإلكترونية.
ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد “ونحن اليوم نحتفي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نحتفل كذلك هذه السنة بشعار اليونيسكو الذي جاء وفقا للتطورات التي تطرأ من حولنا في عالم التكنولوجيا، تحت عنوان اكتشاف اللغة العربية في الذكاء الاصطناعي، ليأتي هذا الوسم كنوع من تعزيز الابتكار في هذه اللغة التي تتحدث بها 63 دولة كلغة رسمية أولى وثانية، وكذا كلغة أجنبية أولى وثانية”.
كما أشار بلعيد إلى أنّ مكانة اللغة تعود إلى صناعة القرار والكتابة بها، مضيفا أن اللغة العربية شهدت كتابات لعلها من أبلغ ما كُتب والمتمثلة في الشعر كأشعار المتنبي، بجانب أن اللغة العربية الماجدة عملت كأداة ربط بين الحضارات، كما نقلت العلوم والمعارف، وبرغم من كونها تعد من اللغات ذات التاريخ الطويل، ولكن هذا لم يمنع تواجدها في كل العصور وعلى مر كل الأزمنة لتكون سيدة اللغات، يقول بلعيد.
وفي ذات السياق، لفت بلعيد إلى أنه مع التطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم، بات اليوم من الضروري الانفتاح على التطبيقات الرقمية عن طريق تعلمها وتشجيع المبادرات فيها، وذلك لحجز مكان للغة العربية الذي تستحقه، مشيرا إلى أن المجلس منذ 2017 يعمل على تعزيز مكانة اللغة العربية في هذه التقنيات، من خلال الاستثمار في الرقمنة واليوم المجلس ذهب إلى أكثر من ذلك عن طريق استعمال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.