تتويج الشاعر الشاب هارون عمري المنحدر من مدينة المغير، بجائزة “أحرار نوفمبر”، هو تتويج لأصوات الشعراء الجزائريين المتميّزين ممّن استطاعوا أن يحوّلوا مشاعرهم ورؤاهم إلى قصائد تتغنّى بحب الوطن، فتصل إلى قلوب الجماهير العربية بكلّ صدق.
بزغ نجم الشاعر في عالم الشعر وسجّل مكانة رفيعة بين نخبة الشعراء بفضل إبداعه وعمق نصوصه. هارون عمري من مواليد 1 ديسمبر 1999، بدأ رحلته مع الشعر في سنٍّ مبكّرة، حيث تأثر بكبار الشّعراء الجزائريين والعرب، الذين صنعوا له دربًا للتّأمل والنّضج الأدبي حسب ما صرح به لـ«الشعب”..يحمل في جعبته العديد من القصائد التي تعكس قضايا المجتمع وتطلّعاته، نتعرّف عليه أكثر في هذا الحوار الحصري الذي خصّنا به.
- الشعب: ماذا يعني لك الفوز بجائزة “أحرار نوفمبر الكبرى”، وكيف ترى انعكاسها على مسيرتك الشّعرية؟
هارون عمري: إنّ الفوز في هذه المسابقة المهمّة هو وقفة تأمّل مع صدى النّص، ومعرفة أثره على الساحة الثّقافية والمجتمعية، ووضع الكلمة المقاومة في ميزان التأثير في الشعوب في هذه الأوضاع الرّاهنة التي تمرّ بها الإنسانيّة، إنّ مسيرتي الشعرية كانت بحاجة إلى شعاع ضوء، وكاشف يعرض المواضيع التي أشتغل عليها في الكتابة الشعريّة. أعتقد أنّ هذا التتويج كان بمثابة بورتريه سريع عن سيرتي الشّعرية.
- ما هو التّحدّي الأكبر الذي واجهته أثناء المنافسة، وكيف استطعت تجاوزه؟
لقد كنت ضمن أصوات شعريّة قويّة أعتزّ كثيرًا بصداقتها، وهي ممتدّة عبر الزّمان والمكان؛ أيّ بها مختلف الأجيال والدول، وقد كنت الأصغر سنّا، التّحدّي الأكبر هو في كيفية استخلاص النّص من خلال الكتب التي قرأتها، ورؤيتي للمراحل التاريخيّة التي مرّت بها الجزائر، وإبراز أبعادها في مسيرة الصمود، إنّ الهاجس الذي كان في نفسي، كيف أكتبّ نصًّا صامدًا جماليًّا في وقت وجيز ومرتبك.
- برأيك، ما الذي جعل قصائدك تبرز وتحقّق هذا التميّز بين المشاركين؟
إنّني أسعى أن لا أنطلق من فراغ في الكتابة، لذلك أنا امتداد لاضطرابات ورؤى وأسئلة متفجّرة.
- هل كانت هناك لحظة شعرت فيها أنّ الفوز قد يكون من نصيبك؟ وكيف أثرت هذه اللّحظة على أدائك؟.
بل لم يكن هناك لحظة لم أشعر فيها بذلك، وهو تثبيت من الله.
- من هم الشّعراء أو الكتّاب الذين أثّروا في مسيرتك الأدبية، وكيف يظهر تأثيرهم في كتاباتك؟
لقد انطلقت مسيرتي من محمود درويش، لا من كونهِ يسجّل عروبته وإنّما من كونه لاعب نرد، لذلك فالكتابة مرآة الحياة التي تقلّبنا فيها على أوجهنا، كلّ وجهٍ هو رمز، وكلّ نصّ هو نبع، والسقاية لا تكون إلّا بالتّفكيك.
- ما الأهداف التي تسعى لتحقيقها بعد هذا التتويج، وهل لديك مشاريع شعريّة جديدة في الأفق؟
بلغت تجربتي الشّعرية مرحلتها الأولى، لذلك أشعر أنّ الحالة أصبحت ملحّة للطبع، وهذا ما يجب الآن وضع فاصلة مهمّة والانتقال بعدها إلى تجارب أخرى في الكتابة.
- ما النّصيحة التي تقدّمها للشّعراء الشّباب الرّاغبين في خوض تجارب مسابقات الشعر؟
أقول لهم القراءة، القراءة، ثمّ القراءة!
المتوّج بجائزة “أحرار نوفمبر”..الشاعر عمري هارون لـ”الشعب”:
لا أنطلق من فراغ في الكتابة.. أنا امتداد لرؤى وأسئلة متفجّرة
حوار: فاطمة عريف
شوهد:128 مرة