تتواصل بالمسرح الجهوي لقسنطينة ودار الشباب أحمد سعدي بحي فيلالي، فعاليات الأيام الدولية لـ«فن العرائس” أو “الماريونات”، بمشاركة كوكبة من الفنانين والفرق المسرحية لكل من دولة العراق، تونس، فرنسا، إسبانيا والصحراء الغربية، حيث يتقاسمون الركح رفقة مبدعين من عديد ولايات الوطن، على غرار فرقة “الستار الذهبي” من قسنطينة و«السكاملة” من بومرداس، إلى جانب “فرقة العش” من غيليزان و«جمعية الركح الصحراوي” من ورقلة.
يقول رئيس الجمعية الوطنية لتقنيات فن العرائس “ياسين تونسي”، إن العروض الفنية ستتنقل إلى المسرحين الجهويين بأم البواقي وعنابة، لتستهدف شريحة أوسع من الجمهور، خصوصا وأن الهدف من الفعالية هو تطوير مسرح الدمى في الجزائر، باعتباره ظل منذ بداياته منحصرا في مجال التنشيط لا غير، حيث كان سابقا ـ بحسب المتحدث ـ تشرف عليه مديريات الشباب والرياضة بعد الاستقلال، وبعيدة كل البعد عن قطاع الثقافة آنذاك، وهو ما حال دون تقدمه فنيا طوال عقود رغم تزايد عدد الممارسين.
وأضاف في ذات الشأن، أن الجمعية الوطنية لفن العرائس التي يرأسها تأسست قبل سنة، بهدف تطوير الأداء من خلال ضمان التكوين، ناهيك عن تشجيع الاستمرارية ودعم ممارسة هذا اللون المسرحي عبر مختلف مسارح الوطن، خصوصا وأنه مجال يملك قيمة فنية عالية، وخلفية اجتماعية معبرة عن الواقع المعاش بطريقة فنية راقية، يمكن من خلالها تعليم أجيال بأكملها عبر طريقة تعليمية هادفة ومدروسة، يقول المتحدث.
وتأتي الأيام الدولية بحسب تونسي، لتكون بمثابة انطلاقة جديدة لمستقبل واعد يتضمن مجهودات حثيثة في مسعى التأسيس لفن العرائس في البلاد، وأن تتبنى وزارة الثقافة هذا المجال، وتخصّه بالدعم كي يتطور أكثر، خصوصا وأنه لون ذو أهمية تربوية وفنية، لا يعتمد على الارتجال بل يدرس كل كلمة وكل حركة.
مشيرا إلى أن قسنطينة تعتبر اليوم مهدا للماريونات ومسرح الأشياء عموما، بفضل ما تحوز عليه من الكفاءات وما يحظى به هذا الفن من اهتمام من قبل القائمين على قطاعي الثقافة والشباب والرياضة كذلك، ليضيف “وهو تحديدا ما شجع الجمعية على التوجه نحو برمجة أيام دولية لفن العرائس بسيرتا، لتعيد تقديم الدمى لجمهور المسرح بشكل احترافي، وتظهر البعد الدولي للماريونات كممارسة فنية ذات قيمة”.
كما أوضح، أن عملية التحضير للأيام الدولية عرفت إدراج ورشات تكوينية متخصصة في المجال لفائدة الممارسين والهواة، لضمان المستوى المطلوب للعرض والمنافسة، حيث شارك في الورشات مكونون محترفون من الجزائر وتونس، ولفت إلى أن بعضهم سيكونون في الموعد ضمن فعاليات المهرجان الدولي الذي ستستمر خلاله مسارات التكوين، بفضل برنامج لورشات ماستر كلاس للكبار والصغار في عديد الأساليب، على غرار “العرائس القفازية” و«العرائس في خيال الظل”، والتي يحتضنها ركح مسرح قسنطينة الجهوي، ودار الشباب أحمد سعدي بحي فيلالي، وينشطها محترفون من إسبانيا وتونس والعراق والصحراء الغربية وفرنسا.