أكّد الفنّان محمد لعراف، خلال مشاركته في المهرجان الوطني الثقافي للتراث النايلي بالجلفة، أنّ هذه التظاهرة تمثل مولودا جديدا في عالم التراث الصحراوي، وهو مبادرة تستحقّ الدعم والاهتمام. وأشاد بالتزام منظّمو المهرجان وحرصهم على إحياء التراث، واصفا جهودهم بأنّها خطوة جادّة وغير مسبوقة في سبيل إبراز هذا الموروث الثقافي.
أشار الفنّان محمد لعراف في حديثه مع “الشعب” إلى أنّ “المهرجان، رغم الإمكانات البسيطة، يمثل بداية جميلة تستحقّ التقدير وبوادر جديدة للفنّ الصحراوي”، ودعا لعراف إلى إنشاء مدرسة للفنّ الصحراوي لتكوين جيل جديد قادر على حمل المشعل، حيث قال “أنا في الستينيات من عمري، ولا يمكن أن أستمرّ طويلا، لذا من الضروري أن نعدّ جيلا شابا ليستلم المشعل”. كما شدّد على أهمية استثمار جهود الدولة في دعم التراث الصحراوي عبر مشاريع مستدامة، مثل برامج تلفزيونية ومسلسلات وأفلام تعكس جماليات هذا الفن.
وفي سياق آخر، قال لعراف “غنيت لفلسطين من قبل، وشاركت في عدّة أوبرات مع معطي بشير وشريف قرطبي في مصر، وسأغنّي للصحراء الغربية. الفنّ قضية قبل أن يكون ترفيها، هو تعبير عن العدالة والهوية والانتماء”. وأضاف أنّه مستعدّ دائما لتقديم أعمال تمثل القضايا العادلة في العالم، مؤكّدا التزامه بمواقف الجزائر المبدئية تجاه قضايا التحرّر، من فلسطين إلى الصحراء الغربية.
وعن تجربته الفنية، تحدّث لعراف عن بداياته في برنامج “ألحان وشباب” عام 1982، حيث حصد الجائزة الأولى بعد أدائه لأغنية “الأطلال” لأم كلثوم. وأشار إلى أنّ كبار الفنّانين، مثل شريف قرطبي، عبد الوهاب سليم، خليفي أحمد ومعطي بشير، وجّهوه نحو الفنّ الصحراوي، الذي قال عنه إنّه “يمتاز بالكلمة الطيبة والتقنيات العالية”. كما أعرب عن أمله في إطلاق برامج شبيهة بـ«ألحان وشباب” مخصّصة للفنّ الصحراوي، لإتاحة الفرصة للشباب من مختلف المناطق لإبراز مواهبهم.
ودعا لعراف الشباب إلى الاهتمام بالفن الصحراوي، مؤكّدا أنّه جزء لا يتجزّأ من الهوية الوطنية، ويعكس أصالة المجتمع الجزائري.