مجـــــــال مفتـــــــوح أمـــــام الشبــــــاب لاكتشــاف فـــــــرص التكويـــــــن والتأهيـــــــــل
انطلقت، أمس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري “صافكس”، فعاليات الطبعة الثانية والعشرين من المعرض الدولي للصناعات الغذائية “جازاغرو”، الذي يعدّ حدثا بارزا للمهنيين الناشطين في قطاعات الصناعات الغذائية، التعبئة والتغليف، المواد الأوّلية، التجهيزات الصناعية، النقل والتخزين، الصحة الصناعية، والخدمات، وقد شهد المعرض مشاركة عارضين من 38 دولة، محلية وأوروبية
قال المدير العام لشركة “بروموسالون”، نبيل باي بوزراق، خلال الندوة الصحفية بمناسبة انطلاق الطبعة الـ22 لصالون “جزاغرو” الدولي، إن هذا الحدث الاقتصادي يعكس أهمية المعرض في دعم قطاع الصناعات الغذائية، موضحا أن هذه الدورة شهدت مشاركة 650 عارضا من بينهم 44 بالمائة من الدول الأوروبية، ما يبرز البعد الدولي للصالون والحضور القوي للشركات الوطنية.
وأوضح المتحدث، أن 150 شركة جزائرية التي تنشط في مجال الصناعات الغذائية، ساهمت في إبراز القدرات الوطنية في مختلف فروع الصناعة الغذائية، من تحويل وتعليب وتغليف، وصولا إلى تطوير المنتجات المحلية المبتكرة التي تتميز بقيمة مضافة عالية، مما يعكس تطور القطاع وقدرته على المنافسة.
وما ميّز الطبعة الثانية والعشرين، كما أشار المتحدّث، الانفتاح على المؤسسات التكوينية، من مدارس ومعاهد متخصصة في الصناعة الغذائية، حيث ساهمت هذه المشاركة في تعزيز البعد البيداغوجي والتطبيقي للفعالية، وفتحت المجال أمام الشباب لاكتشاف فرص التكوين والتأهيل المهني، مما يعكس التوجه نحو هذا القطاع الواعد، الذي بات يستقطب اهتمام فئات واسعة من الشباب .
وصرّح مدير الصالون، أن “جزاغرو” أصبحت نقطة التقاء أساسية لكل الفاعلين في الصناعة الغذائية، يطمح من خلال هذا الحدث إلى خلق ديناميكية جديدة تعزّز موقع الجزائر في السوق الإفريقية، مع فتح آفاق واعدة لتعزيز الصادرات وبناء شراكات مثمرة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأفاد المتحدث، أن السوق الجزائري يشهد زيادة في الطلب على حلول التعبئة الحديثة، خاصّة مع تطور الصناعات الغذائية والصيدلانية والتجميلية، ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات كبيرة، مثل نقص المواد الأولية القابلة لإعادة التدوير، والتكيف مع القوانين البيئية الجديدة، وضرورة تحسين تقنيات الإنتاج والتدوير.
وقال هذه السنة نعمل على تبني إستراتيجية اقتصادية جديدة ترتكز على التقليل عبر تصميم عبوات أخف وزنا وأقل استهلاكا للمواد الأولية، وإعادة التدوير من خلال تعزيز استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير وتحسين أنظمة الجمع والفرز، وإعادة الاستخدام عبر تطوير حلول إعادة التعبئة والعبوات القابلة لإعادة الاستخدام”.
من جهتها مديرة المعرض شانتال دو لاموت صرحت قائلة: “نعمل على تعزيز تجربة العارضين والزوار من خلال تقديم محتوى غني وبرامج متخصصة تسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه الصناعة الغذائية”.
وأضافت: “هذه السنة، سيكون التركيز على الابتكار والاستدامة، لاسيما في قطاع التعبئة والتغليف الذي يشهد تحوّلا كبيرا نحو الاقتصاد الدائري”، مفيدة أن الفضاء المخصص للتعبئة والتغليف داخل جازاغرو، يسلط الضوء على أحدث التطورات في مجال التغليف المستدام والتكنولوجيا الذكية في التعبئة، وأوضحت أن هذه النسخة ستتميز بشراكة استراتيجية مع معرض “الفولباك اومبالاج باريس”، مما يعزّز تبادل الخبرات حول أحدث الابتكارات والحلول البيئية في التعبئة.
الجدير بالإشارة، أن معرض جازاغرو 2025 شهد في يومه الأول، إقبالا واسعا من قبل الزائرين، حيث يتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 23 ألف زائر، كما شهد المعرض توقيع عدة شراكات واتفاقيات تعاون مع عدد من الدول، من بينها بلجيكا وإسبانيا، ما يعكس الطابع الدولي للتظاهرة وأهميتها في تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية.
كما سيشهد الصالون برنامجا غنيا من الندوات والجلسات الحوارية، حول تحليل سوق التعبئة والتغليف في الجزائر، مع التركيز على أحدث التقنيات والابتكارات في القطاع، بالإضافة إلى ورشة عمل تفاعلية حول إعادة تدوير العبوات وأهميتها في الاستدامة البيئية.
وأعلنت إدارة المعرض، أن النسخة المقبلة ستقام في الفترة من 12 إلى 15 أفريل 2026، وهذا لدعم قطاع الصناعات الغذائية والتعبئة والتغليف، حيث يأتي الإعلان لتعزيز الديناميكية الاقتصادية في القارة الإفريقية، من خلال خلق فضاء تفاعلي يتيح تبادل الخبرات، وبناء شراكات استراتيجية تسهم في تطوير هذا القطاع.