يُعتبر شريفي الحاج أحد الأسماء اللامعة في المشهد الثقافي والفني، حيث برز كممثل موهوب وكاتب مسرحي متمكن ومخرج يمتلك رؤية إبداعية عميقة. كما يتميز بكونه صحفيا متميزا يسهم في إثراء الثقافة النقدية والتحليلية للمشهد الفني. تجمع مسيرته الفنية الحافلة بين الإبداع والالتزام الاجتماعي، مما جعله قدوة للكثير من المبدعين الشباب.
منذ نعومة أظفاره، أظهر شريفي الحاج شغفا كبيرا بالمسرح، حيث تلقى تدريبه وتوجيهه على يد الدكتور أحمد مولاي، الذي كان له الدور الكبير في صقل مهاراته التمثيلية. بدأت مسيرته الاحترافية عام 2005 مع مشاركته في مسرحية “العدالة” التي أخرجها سعيدي مرزوق، ليواصل بعدها رحلته الفنية بمشاركات بارزة في أعمال مثل “طباخ الوزير” و«إطلاق النار من الخلف” عام 2008، ممّا أبرز قدراته التمثيلية وجعله من الوجوه الصاعدة في عالم المسرح.
بعد سنوات من التميّز في التمثيل، اتجه شريفي الحاج إلى ميدان الكتابة والإخراج ليُبرز بصمته الفنية الخاصة. قدم من خلال أعماله المسرحية جملة متكاملة من الإنتاجات التي جمعت بين الإبداع والرسالة الاجتماعية، أبرزها: “المحامي المتهم” في 2018، عمل جمع بين الكتابة والإخراج والتمثيل، حيث تألق بدور المحامي ممّا أكسبه إعجاب الجمهور والنقاد على حدّ سواء. و«الثعلب اللعوب” وهي مسرحية رمزية تهدف إلى تقديم قيم تربوية للأطفال من خلال قصص معبرة ومشوّقة، ثم “رجال” عمل مسرحي يحتفي بالقيم الوطنية والانتماء، مسلطا الضوء على أبعاد التضحية والوفاء. “بوذراع” في 2023 وهي آخر أعماله التي نالت استحسانا واسعا بفضل الحبكة الدرامية المتقنة والأسلوب الإخراجي المتجدد. كما لديه أعمال لم تُعرض بعد مثل “الشارع 19” و«الجمعية الخيرية”، تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة تستهدف الارتقاء بالمجتمع.
مساهمة شريفي لم تقتصر على المسرح فقط، بل امتدت إلى السينما من خلال دوره البارز في تنظيم الفعاليات السينمائية. فقد كان له دور محوري في تنظيم الطبعة الأولى للأيام الوطنية للفيلم القصير “هواة” عام 2020، وتابع جهوده بتنظيم الطبعة الثانية عام 2022، حيث تعكس هذه المبادرات حرصه الدائم على دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز صناعة الأفلام القصيرة في الجزائر.
وإلى جانب كونه فنانا متعدد المواهب في المسرح والسينما، أثبت شريفي الحاج نفسه ككاتب وصحفي متمرس. أصدر مجموعة قصصية تتميز بأسلوب أدبي رفيع، وأسهم في إثراء الصحافة الثقافية بمقالات نقدية وتحليلية تتناول القضايا الفنية والاجتماعية بعمق وشفافية. هذا النشاط الصحفي يعكس اهتمامه الدائم بتوثيق وتحليل المشهد الثقافي وتقديم رؤى نقدية تسهم في تطويره، ويواصل شريفي الحاج رحلته الإبداعية بكل شغف والتزام، مؤمنا بأنّ الفن ليس مجرد وسيلة ترفيهية بل أداة للتوعية والتغيير الاجتماعي. يسعى من خلال أعماله إلى بناء جيل جديد من المبدعين يحملون المشعل نحو مستقبل ثقافي أكثر إشراقا. فإرثه الفني المتنوّع والرسائل الإنسانية التي يحملها في كلّ عمل من أعماله تجعل منه رمزا للإبداع والالتزام في الساحة الثقافية.
هذه الرؤية الشاملة لعمله وإسهاماته المتعددة تؤكّد مكانته كفنان رائد يسهم في دفع عجلة الثقافة والفنون قدما، معزّزا بذلك الدور الحيوي للفن في خدمة المجتمع وتحقيق التغيير الإيجابي.
