دعوة الشباب للاقتداء بالأمير عبد القادر وأبطال نوفمبر

عــــلــــماء الجــــزائــــــر.. دورٌ هام في تعزيز المرجعية الوطنية

فاطمة الوحش

 

احتضنت جامعة “بلحاج بوشعيب” بعين تموشنت بمناسبة الذكرى الثانية والتسعين بعد المائة لمبايعة الأمير عبد القادر وسبعينية اندلاع ثورة التحرير المباركة، فعّاليات الندوة الوطنية حول “جهود علماء الجزائر في تعزيز المرجعية الدينية الوطنية”، أكّد خلالها الأساتذة المشاركون أنّ الوقت قد حان لاستئناف جهود علماء الجزائر في التسويق الحقيقي للمرجعية الوطنية.


أكّد مدير الجامعة البروفيسور زيادي عبد القادر، خلال إشرافه على افتتاح أشغال الندوة، أنّ الاهتمام بجهود علماء الجزائر وتعزيز مرجعيتنا الدينية والوطنية هو السبيل للحفاظ على الجزائر وشبابها قائلا: “هذا الشباب الذي هو أملنا في المستقبل في جزائر متطوّرة منتصرة علميا وتكنولوجيا ومحافظة على تاريخها وتقاليدها وعقيدتها السمحة”.
وأضاف: “إنّنا مدعوّون جميعا بكلّ مؤسّسات الدولة وتنظيماتها وحركات المجتمع المدني من جمعيات ومساجد وزوايا ومجالس العلم، إلى ضرورة إبراز الصورة الحقيقية لجزائر التاريخ، لجزائر الحضارة، لجزائر العروبة، لجزائر الإسلام، وهذا يحتاج منّا كلّ في مقامه ومسؤولياته إلى تقديم العلماء في كلّ التخصّصات وأهل القرآن وخاصّته في تصدّر المجالس وإبراز الطاقات الحية والكُفأة، حتى تنهل منها الطاقات أجيال النشء، ويندرج هذا المسعى الذي تتشرف به جامعة عين تموشنت في جهد مركّز لإبراز قيم العلم والعلماء في بناء وتنمية المجتمع والحفاظ على هويته وعقيدته.”
واعتبر الدكتور ساعد ساعد لدى إدارته الجلسة، أنّ هذه الندوة فرصة لفتح النقاش والآراء، من أجل الوصول إلى اعتماد السبل الناجعة للاستفادة من نموذج علماء الجزائر في خدمة البلاد وتعزيز المرجعية الدينية الوطنية، خاصّة في الظروف التي يعرفها العالم من ارتفاع موجات الصراع والصدام الثقافي، واستخدام القيم والمثل ومكتسبات الشعوب وسيلة لتدمير الضعفاء والشعوب المغلوبة على أمرها.
من جهته، أشار الدكتور محمد بغداد في مداخلته، إلى أنّ الثورة التكنولوجية الاتصالية الحديثة، تعدّ فرصة ثمينة وسانحة استثنائية لاستئناف الاستراتيجيات التسويقية التي اعتمدها علماء الجزائر من قبل، الذين تمكّنوا من ردّ العدوان وتحرير البلاد، وفي الوقت نفسه جلبوا احترام المؤسّسات الدولية وشعوب العالم، بما قدّموا من خدمات إنسانية وساهموا بجدارة التفكير والأسبقية المعرفية.
الندوة عرفت تكريم ضيف الشرف المجاهد الشيخ الدكتور بوعبد الله غلام الله، الذي وجّه نداء للشباب، داعيا إيّاهم إلى ضرورة التوجّه بجدّ وعزيمة نحو دراسة تاريخهم وأخذ العبر من تضحيات العلماء والفقهاء والشهداء.
وأكّد غلام الله أنّ الاحتفاء بذكرى مبايعة الأمير عبد القادر واقترانها بذكرى نوفمبر، تحتاج منا جميعا الالتفاف حول الهوية الوطنية وتعزيز القيم والمثل العليا التي تمثلها المناسبة، مشيرا إلى أنّه لا يجب أن تبقى مجرّد احتفالات، وإنّما يجب أن تتحوّل إلى سلوكات عملية لبناء الجزائر وحمايتها من التهديدات التي تظهر بين الفينة والأخرى.
وجدّد غلام الله الدعوة للشعب بضرورة أخذ العبرة من الأمير عبد القادر الشاب، ومن أبطال نوفمبر الشباب الذين هبّوا لتحرير الجزائر واستعادة مكانتها الدولية وهيبتها العالمية، واليوم تحتاج الجزائر إلى طاقة شبابها من أجل استكمال بنائها وتعزيز لحمتها الوطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19635

العدد 19635

الجمعة 29 نوفمبر 2024
العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024