قدّمت النسخة السادسة من المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر 2024، من خلال الملتقى الدولي السادس لأدب وثقافة الطفل في عصر الوسائط الرقمية وعالم الميتافيرس، الذي احتضنت فعّالياته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بورقلة، توصيات تهدف إلى محاولة رسم ملامح المستقبل الرقمي لأدب الطفل في الجزائر والعالم العربي وتحدّيات الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية..
ركّزت توصيات الملتقى الدولي السادس لأدب وثقافة الطفل في مجملها على أهمية تعزيز دور المؤسّسات التربوية في نشر ثقافة الإنترنت، وضرورة إدماج المعرفة الرقمية في المناهج التعليمية لجعلها جزءا من الحياة اليومية، مع ضرورة توفير الشروط التربوية المناسبة لتعميم هذه المعرفة، وتشجيع المواهب والكفاءات على الابتكار والتطوير.
وشكّل تطوير استخدام اللغة العربية في تكنولوجيا المعلومات شقّا مهمّا من التوصيات، حيث أكّدت على دعم التكوين في مجال الإعلام والتواصل باللغة العربية بمختلف المؤسّسات التعليمية والتكوينية، وتمكين اللغة العربية من مواكبة التطوّرات الرقمية لتصبح أداة فعّالة في مجال التكنولوجيا.
كما دعت إلى إسهام الأدباء والمثقّفين في الوسائط التفاعلية، من خلال تشجيع الأدباء والمثقّفين على استخدام الوسائط الرقمية بشكل يتماشى مع الهوية الوطنية ويعزّز ثقافة الطفل الوطنية في مواجهة القيم الأجنبية التي تهدّد الأمن الثقافي والحضاري، وحظي اقتراح إنشاء مراكز بحثية متخصّصة بإجماع من المشاركين، بالإضافة إلى دعوة الجامعات والمؤسّسات الثقافية لتأسيس فرق ومراكز بحث تهتم بثقافة وأدب الطفل في عصر الإنترنت، وتطوير مشاريع فكرية وثقافية تعزّز الهوية الوطنية، في ظلّ تسارع وتيرة الابتكار الرقمي.
ومن بين المقترحات المقدّمة: توظيف الأدوات الرقمية لتعزيز الثقافة الوطنية أحد أبرز التوصيات، من خلال حثّ النخب المثقّفة على تقديم مشاريع وأفكار تسهم في بناء مستقبل الأطفال، باستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل يخدم القيم الثقافية والوطنية.
من جانب آخر، عرفت فعّاليات اختتام المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر في طبعته السادسة، الذي شهد حضورا لافتا لنخبة من الأكاديميين والخبراء والشعراء من داخل وخارج الوطن، عرفت تكريم الفائزين في مسابقة القصة الموجّهة للأطفال.
وتجدر الإشارة، إلى أنّ المهرجان والذي جاء هذه السنة تحت شعار “نكتب للأطفال من أجل بناء المستقبل”، عرف تنظيم جلسات علمية في إطار الملتقى الدولي لأدب وثقافة الأطفال في عصر الوسائط الرقمية وعالم الميتافيرس، وأمسيات شعرية موضوعها الشعر يتغنّى بثورة التحرير الجزائرية في الذكرى السبعين لاندلاعها ويدعم المقاومة في فلسطين، وسجّل المهرجان أيضا تنظيم ندوات وورشات تصبّ كلّها في موضوع أدب الأطفال وعروض مسرحية موجّهة للأطفال، بالإضافة إلى معرض للكتاب نظّمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.