زغيدي: معجزة ثورتنا تكمن في قوة الحفاظ على السرية وحسن التنظيم
أكد أساتذة ومختصون، أن اندلاع الثورة التحريرية في 1 نوفمبر 1954، شغل الصحافة الدولية والعربية منذ الوهلة الأولى، وأوضحوا أن الاستراتيجية الإعلامية والعمل الدبلوماسي لقيادة جبهة التحرير الوطني، مكنت من تقديم الصورة الحقيقة لكفاح الشعب الجزائري أمام الرأي العام العالمي وإلهام كل حركات التحرر في العالم.
تناول «منتدى الذاكرة» لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، موضوع «صدى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة في الصحافة الدولية»، أين أجمع المتدخلون من أساتذة ومختصين، على عالمية الثورة الجزائرية ومساهمتها في تصدير القيم التحريرية وإسقاط الأنظمة الاستعمارية.
وبالنسبة للمؤرخ ورئيس اللجنة الجزائرية للذاكرة لحسن زغيدي، «فإن العالم أجمع يعرف الثورة الجزائرية، لأنها أثيرت وبإسهاب عبر وسائل الإعلام».
وقال زغيدي، في كلمة افتتاحية للمنتدى، إن «عالمية الثورة لم تنتظر مؤتمر باندونغ (أندونيسيا 1955)، فقد وصل خبر اندلاعها إلى كل القارات بعد أسبوعين فقط، أي في 15 نوفمبر 1954». وأوضح، أن كل الصحافة الدولية والعربية، تناولت هجمات الساعة الصفر «كلّ من زاويته»، حيث عملت الصحف الفرنسية على تشويهها قبل، فيما دعمت صحف عربية وفي مقدمتها الأهرام المصرية «بداية العمل الثوري في الجزائر».
واعتبر رئيس اللجنة الوطنية للذاكرة، أن معجزة الثورة التحريرية، تكمن في القوة الهائلة لقيادة جبهة التحرير الوطني في الحفاظ على السرية، وفي حسن التنظيم. وشدد على ضرورة الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتلقينها للأجيال الحالية واللاحقة، عبر تضافر جهود الجميع، معلنا دعمه لمقترح إنشاء مراكز دراسات ومخابر بحث على مستوى الجامعات الجزائرية، تعنى بالموضوع.
وقال زغيدي، إن تاريخ الجزائر حافل وعامر بالأحداث والوثائق التي تتطلب جهدا معرفيا ضخما، مشيرا إلى أن الأرشيف الجزائري المحتجز في فرنسا لفترة ما قبل الاستعمار الفرنسي (قبل 1830)، بمثابة كنوز ثمينة لا تكفي البواخر لحملها.
من جانبه ذكر، الأستاذ بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر-3، عبد الحميد ساحل، بتقارير الصحف الفرنسية التي أرادت النيل من الثورة التحريرية في بدايتها. وأوضح، أن صحفا وعلى رأسها لوفيغارو، أطلقت نعوتا وأوصافا على تفجير الثوة في الفاتح نوفمبر من قبيل «الأحداث، الأعمال الإرهابية، المتمردين..الخ»، معتبرة أن شبانا مندفعين ووطنيين يقفون وراءها.
وأفاد بأن مصطلح «الثوار» وجد طريقه إلى بعض الصحف العربية، 4 أيام بعد إعلان الكفاح المسلح، قبل أن ينتشر مصطلح «المجاهد»، لافتا إلى دور أجهزة الإعلام الخاصة بالثورة في توجيه الصحف العالمية نحو حقيقة الثورة الجزائرية.
بدورها، أكدت الأستاذة بوزيفي وهيبة، أن للاستراتيجية الإعلامية والدبلوماسية للثورة الفضل في ترسيخ صورة كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي لدى الرأي العام العالمي. وأوضحت، أن الصحافة في بعض الدول الكبرى، توخت الحياد أو الحذر في معالجتها لأحداث الثورة الجزائرية، غير أنها ومع مرور الوقت، انحازت كليا لصالح القضية الوطنية وفضحت النظام الاستعماري.
وأشارت إلى الصحف البريطانية والأمريكية، التي اتبعت في البداية حيادا سلبيا، واقتصرت معالجتها على مجازر الاستعمار الفرنسي بحق الجزائريين. ومع تصاعد النسق «أصبحت المقالات تنتقد بشدة القمعية الاستعمارية «.
وأكدت الأستاذة بوزيفي، أن الإعلام العالمي، نقل الصورة المشرفة لثورة الجزائر، وكشف أكاذيب الاستعماري الفرنسي، حيث بين أن القضية الجزائرية ليست شأنا فرنسيا داخليا وإنما قضية شعب يكافح من أجل استقلاله.