ناقش خبراء في ندوة جرت فعّاليتها في قاعة المحاضرات الكبرى في إطار الصالون الدولي للكتاب، موضوع “الاستدامة في القطاع الثقافي”، حيث تمّ التطرّق فيها إلى تجربة دعم التنوّع الثقافي في دولة قطر.
شارك في الندوة التي أدارها الإعلامي والكاتب صالح غريب العبيدلي، كلّ من الأستاذة مريم ياسين الحمادي مديرة إدارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة القطرية والباحثة مها العلي، حيث قدّمتا معالم التنوّع الثقافي في دولة قطر من خلال الاستشهاد بتجارب تعكس آفاق ومستقبل التنمية المستدامة في الحفاظ على التراث بشقّيه.
وذكرت مريم ياسين الحمادي في هذا الصدد “أنّ التنوّع الثقافي في دولة قطر هي مثل أيّ قطاع آخر يلقى اهتماما كبيرا، مشيرة إلى أنّها جزء من استراتيجية قطر التي تهدف إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وهو المسعى الذي ترمي إليه جميع الدول ـ حسب المتحدّثة ـ ممّا يعكس تسارعها في العمل لتحقيق الأهداف التي أعلنتها الأمم المتحدة وتحديدا في دولة قطر، حيث وضعت تصوّرا لأن تتحوّل إلى دولة متقدّمة وتضمن العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل”.
وتحدّثت في محاورها التي قسّمتها إلى ثلاث (ماض وحاضر ومستقبل)، عن آليات الحفاظ على التراث القطري وصونه والسياسات الثقافية والإبداعية المنتهجة في بلدها، إلى جانب الخطط المستقبلية التي تعمل عليها دولة قطر.
وذكرت في مداخلتها أنّ قطر تعمل على المحافظة على الإرث الثقافي المادي وغير المادي من خلال متاحفها المختلفة، على غرار “متحف قطر الوطني” و«متحف الفن الإسلامي”،
كما عرّجت على مسألة التنقيب عن الآثار مع الحفاظ عليها من خلال ترميمها وصيانتها، إلى جانب المحافظة على كلّ ما له علاقة بالتراث المادي مثل بيوت ومساجد قطر القديمة التي أصبحت ـ حسب المتحدّثة ـ جزء من الإرث الثقافي المادي، حيث تشهد في الوقت الراهن عمليات تهيئة وترميم.
من جانب آخر، أفادت الحمادي بأنّ قطر تعمل على تسجيل عديد الملفات على قائمة اليونسكو، بالإضافة إلى التعاون مع مختلف المنظّمات مثل الألكسو والإيسيسكو والمنظّمات العربية والإسلامية ومنظّمة الأمم المتحدة.
ومن جانبها، أوضحت الباحثة مها العلي في مداخلتها حول “مفهوم الثقافة” أنّ هذه الأخيرة ليست مجرد مصطلح، بل هي منظومة متكاملة من القيم والعادات والتقاليد والمعارف والفنون، والتي تتشكّل بمرور الزمن لتصبح جزء لا يتجزأ من هوية المجتمع.
كما تحدّثت عن التنوّع الثقافي وأهميته، منوّهة بدور دولة قطر ومنها وزارة الثقافة في تعزيز هذا التنوّع ودعمه.