أسدل الستار على فعّاليات المهرجان الثقافي الوطني الـ18 للفيلم الأمازيغي، الذي عاد بعد غياب خمس سنوات، فاتحا الأبواب أمام مختلف العروض الفنية المتنوّعة في مختلف الأصناف (أفلام طويلة، قصيرة، وثائقية وأفلام من صنف الرسوم المتحركة) التي تسيّدت فعّاليات هذه الطبعة وتنافست لمدّة ثلاثة أيام من أجل الظفر بجائزة “الزيتونة الذهبية”، ناهيك عن عروض فنية لأفلام ثورية تزامنا والذكرى 70 لاندلاع ثورة التحرير، حيث حمل المهرجان شعار “الفيلم في صميم الثورة”.
توّج الفيلم الطويل “ارقو” أو “احلم” لعمار بلقاسمي بجائزة “الزيتونة الذهبية” في فئة الأفلام الطويلة، في حين عادت نفس الجائزة لفيلم “هوشداردام” لمخرجه سمير شامور في صنف الأفلام القصيرة، أما في فئة الأفلام الوثائقية افتكّ أسامة راي من غرداية الجائزة الأولى عن فيلمه “الطريق الأخضر”، و«الأخوة” أو “أثماثن” في فئة الرسوم المتحركة لثيزيري سارحوي.
وفي ما يتعلّق بجائزة أفضل أداء رجالي ونسائي فقد عادت للممثلين “أحلام زروقة” و«رشيد حديد” عن فيلميهما “غناء حورية البحر” للراحل ارزقي لعربي، وهو ذات الفيلم الذي توّج بجائزة لجنة التحكيم، وهي جائزة ضدّ النسيان تحمل اسم المخرج الراحل عبد الرحمان بوقرموح، قامت بتسليمها حرمه جميلة بوقرموح التي قدّمت بدورها الكثير للثقافة الأمازيغية حيث تم تكريمها بالمناسبة، وقد عبّرت عن سعادتها بهذه الالتفاتة واستذكار زوجها الذي قدّم الكثير للثقافة والسينما الأمازيغية، مشيرة إلى أنّه قطع مسارا كبيرا من أجل توقيع شهادة ميلاد المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي.
محافظ المهرجان أعمر تريباش أشاد خلال فعّاليات حفل اختتام التظاهرة الثقافية، بنجاح المهرجان في طبعته الثامنة عشرة، والذي جرى في ظروف حسنة على كلّ المستويات، شاكرا بذلك كلّ من ساهم في إنجاح هذه الطبعة، على أمل اللّقاء خلال فعّاليات الطبعة التاسعة عشر لمهرجان الفيلم الأمازيغي.
يذكر أنّ لجنة التحكيم خرجت بعدّة توصيات والمتمثلة في تعيين لجنة تحكيم لكلّ فئة من الأفلام، اختيار المزيد من الأفلام المتنافسة، إلى جانب السماح للأفلام الجزائرية المترجمة باللّغة الأمازيغية بالمشاركة في المهرجان، وتنظيم ورشات لكتابة السيناريو وإخراج الرسوم المتحركة والأفلام القصيرة والطويلة خلال العطلة المدرسية، بالتنسيق مع المعهد العالي للمهن وفنون السمعي البصري، وكذلك مدرسة ولاد فايت ومعهد القليعة بالاستعانة بمختصّين وخبراء في مجال التأطير والتكوين.