أكّد الدكتور اليامين بن تومي أنّ الثورة الجزائرية حدث تأسيسي في التاريخ، ومُؤسِّسٌ لكثير من النصوص القانونية والأدبية والاجتماعية، وأشار في تصريح لـ “الشعب” إلى أنّ هذا الحدث ساهم في إثراء التجربة الأدبية وتوسيع زخمها الجمالي، على اعتبار أنّها شكّلت طفرة في مقاومة جميع أشكال الاستعمار التي تراكمت على جغرافيتنا.
قال بن تومي: “ما يزال هذا الحدث التأسيسي يمارس هيمنته الرمزية على كل أشكال الكتابة التاريخية والأدبية، بل ما يزال الأديب الجزائري يشعر بضرورة الانطلاق من تلك التجربة التاريخية لتعزيز أدبيته، لأنها كحدث لم تنضب بعد من نضارتها وقوتها”.
وأوضح المتحدث، أنّ الأديب الجزائري استطاع وبأكثر من لغة أن يعبر عن المآسي والمعاناة التي تعرض لها في فترة الاستعمار، بل كما عبّر أدباء ما بعد الاستقلال عن الارتدادات المختلفة لهذا الحدث، ونجد من أبرز الكتاب؛ مولود فرعون، مولود معمري، الطاهر وطار، محمد العالي عرعار، واسيني الأعرج، محمد مفلاح، الحبيب السايح، وغيرهم من الكتاب الذين كانت لأحداث الثورة تأثيرا على كتاباتهم، يقول بن تومي.
ويضيف: “تنوّعت الاستخدامات الجمالية للثورة في النص الجزائري، حيث أسّست لشرعيتها عبر أطوار مختلفة..الطور الأول: التعبير عن جرائم الاستعمار، حيث كانت الرواية عبارة عن وثيقة أو شهادة تاريخية قيمة، أما الطور الثاني، فيتمثل في التعبير عما بعد الثورة ومختلف القضايا الاجتماعية التي صاحبت الاستقلال، ليأتي الطور الثالث، فيكون تعبيرا عن ظاهرة الثورة باعتبارها حدثا جماليا ينطلق منه الكاتب ليكتسب شرعية أدبية ما، وتصبح الثورة ممثلا تأسيسيا في الكتابة.
وذكر بن تومي أنّ الثورة ما تزال ماثلة في نصوص الشباب والكتاب، بل تعتبر معينا مهما يمتح منه الكتاب اليوم، مشيرا إلى مجموعة من الأسماء مثل: كمال قرور، سمير قسيمي، عبد الوهاب عيساوي، اسماعيل يبرير وغيرهم، كما لفت إلى أن الثورة تمارس هيمنتها الحكائية على كل الأجيال؛ لأنها حدث تاريخي اختلط بجينات الكتابة عند الجزائري، ليعبر عن قيمة الحدث التاريخية ورهبته الفنية.