المهرجان الثقافي الوطني 18 للفيلم الأمازيغـي

عــروض متمـيّـزة تستقطـب عشّاق الفنّ السابـع بتيزي وزو

تيزي وزو: نيليا.م

”فـــورولو”.. مـن أوارق الروايـــة إلى  أضواء السّينمـا

 تشهد فعّاليات الطبعة الثامنة عشر للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي بتيزي وزو، حضورا كبيرا لعشّاق الفنّ السابع، الذين حطّوا رحالهم بقاعة “سينما جرجرة” لمشاهدة الأعمال الفنية والأفلام السينمائية التي دخلت غمار المسابقة للظفر بجائزة “الزيتونة الذهبية” والتي برمجت على مدار ثلاثة أيام، بداية من اليوم الثاني لهذه التظاهرة الثقافية.

عروض سينمائية متنوّعة تشهدها التظاهرة الفنية بين الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية، أفلام من صنف الرسوم المتحركة، ناهيك عن الفيلم السينمائي “فورولو” المقتبس عن كتاب “ابن الفقير” لمولود فرعون، والذي استقطب جمهورا كبيرا عجّت به قاعة “سينما جرجرة” في اليوم الأول من افتتاح المهرجان، جاء لمشاهدة هذا الفيلم الذي يروي أحداث وجوانب من رواية “ابن الفقير” والمتمثلة في طفولة “فورولو”، حيث أشاد بهذا العرض، خاصّة وأنّه تعوّد على قراءة تفاصيل أحداثه من الكتاب، ومشاهدتها مصوّرة في فيلم سينمائي تعدّ تجربة جديدة لعشّاق السّينما الأمازيغية..
أفلام سينمائية أخرى كان جمهور تيزي وزو على موعد معها، منذ انطلاق فعّاليات المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي، حيث افتتحت أبواب قاعة سينما جرجرة على مصراعيها، من أجل تمكين الجمهور من متابعة أحدث الأفلام السينمائية التي أبانت عن تعطّشه للفنّ السابع، حيث استمتع بمشاهدة فيلم من صنف الرسوم المتحركة بعنوان “يسازال وشن” أو “يجري الثعلب”، وفيلمين وثائقيين “لاثار نثجاذيث” و«أزطا”، وهوما على التوالي “أثر الأجداد” و«النسيج” إلى جانب فيلمين طويلين بعنوان “امشحاح 3” أو “البخيل” و«ثوزيينت” أيّ “الجميلة”.. أفلام تغازل جمهور الفنّ السابع على أمل افتكاك “الزيتونة الذهبية”.
وبالمقابل، شهدت عدّة بلديات، على غرار “بوغني و«عين الحمام”، إلى جانب “عزازقة”، “واسيف” و«بوزقان” عروضا لأفلام ثورية تزامنا مع الذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حيث تنفّس سكان هذه المناطق والقرى الثقافة من خلال الفنّ السابع.
يٌذكر أنّ محافظة المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي في طبعته الثامنة عشر والتي يترأسها المخرج عمار تريباش، ارتأت تكريم أحد عمالقة الإخراج السينمائي الجزائري، المخرج والمنتج “بلقاسم حجاج”، بمنحه الزيتونة الذهبية، عرفانا لما قدّمه للسّينما الجزائرية والأمازيغية.

المخرج علي بركنو: صدفة استعادت “فورولو”

وتحدّث المخرج السّينمائي “علي بركنو” في تصريح خصّ به “الشعب” عن عمله الفنّي “فورولو” المقتبس من رواية مولود فرعون “ابن الفقير”، والذي نال شرف عرضه في حفل افتتاح المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي بتيزي وزو، وقال أنّ هذا العمل الفنّي جاء صدفة، وذلك بعد لقاء جمعه مع صديق له يدعى “رشيد اسماعيلي” الذي انطلق في رحلة اقتباس هذا العمل السينمائي من رواية “ابن الفقير” لمولود فرعون، ليواصل هو مشوار الكتابة والغوص أكثر فيه، ليتوّج في الأخير بسيناريو ترجم إلى فيلم سينمائي مصوّر يحاكي حياة الطفولة  “لفورولو”.
وأضاف بركنو أنّه استغرق حوالي عامين في اقتباس وكتابة سيناريو هذا العمل الفنّي الصعب، كونه يترجم أحاسيس ومشاعر “فورولو” الطفل الصغير الذي لم يكن مختلفا عن بني جيله، ولكن عدم انتباهه في المدرسة أدّى بمعلّمه إلى إرسال شكوى لأبيه، غيّرت مسار حياته نحو الأفضل ليهتمّ بدراسته ما أهّله للحصول على منحة دراسية.
اختار المخرج بركنو قرية “ثاجلت” في طريق بوزقان “ببوبهير” لتصوير فيلمه، وكان الاختيار الأفضل للطاقم الفنّي لما يميّز المنطقة من معالم تشبه البيئة التي نشأ فيها “فورولو” بعيدا عن التمدّن الذي غيّر معالم عديد القرى في منطقة القبائل.
«فورولو” من الرواية إلى فيلم سينمائي، عمل تمّ الانتهاء من تصويره خلال أربعة أسابيع، وبدعم من وزارة الثقافة والفنون، يعتبر مكسبا للسّينما الأمازيغية وللمهرجان الثقافي للفيلم الأمازيغي الذي تزيّن به في أوّل أيامه، واستقطب جمهورا غفيرا أعاد رونق الفنّ السابع إلى أحضان قاعة “سينما جرجرة” بتيزي وزو.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024