عادت “الأيّام الثقافية للأغنية البدوية الشيخ الجيلالي عين تادلس” إحدى أعرق الفعّاليات الثقافية بولاية مستغانم إلى الساحة الفنية بعد غياب دام قرابة عشر سنوات، والتي تندرج في إطار مساعي قطاع الثقافة والفنون في تعزيز التراث الثقافي وحمايته، والحفاظ عليه والاهتمام بالتظاهرات الثقافية ذات البعد التاريخي والرمزي.
تميّزت الفعّالية الثقافية للأغنية البدوية الشيخ الجيلالي عين تادلس، بتنظيم نشاطات استعراضية للفرق الفولكلورية على مستوى الفضاءات المفتوحة ـ كما عهدها الجمهور سابقا ـ بما فيها ساحة الشهيد بالاطرش العجال بمركز المدينة، الذي شهد تقديم لوحة فنية في التراث الفولكلوري البدوي من تقديم تحية لفرقة الفروسية وفرقة العلاوي لولاية سيدي بلعباس وجمعية أولاد توات وفرقة الزموري والفرقة العيساوية والقرقابو من ولاية مستغانم، مع عرض فنّي للّباس التقليدي المحلي لحرفيات بلدية عين تادلس.
كما شهدت التظاهرة تقديم عرض فنّي يحاكي مسيرة الشيخ الجيلالي عين تادلس الفنية وحتى النضالية، من خلال الكثير من قصائده وموروثه الشفهي الفنّي، وذلك حسب شعار الطبعة الحالية “أيام الأغنية البدوية الشيخ الجيلالي عين تادلس والبعد المقاوماتي في الأغنية البدوية” والتي أبرزت الجانب الفنّي الذي كان له دورا فعّالا خلال الثورة التحريرية المجيدة.
عروض فنية أخرى في الطابع البدوي الأصيل والشعر الملحون، عرفتها التظاهرة، وذلك بمشاركة شيوخ الفنّ أمثال الشيقر والشاعر عرابي عبد القادر وباينين الحاج وأحمد مشروط في الشعر الفولكلوري، وكذا الشيخ منور من ولاية غليزان والشيخ بن دنية العماري من ولاية الشلف.
وتخلّلت “الأيام الثقافية للأغنية البدوية” ندوة علمية ثقافية موسومة بـ«تجليات الشعر الملحون في فنّ الغناء البدوي بين القديم والمعاصرة”، بمشاركة أساتذة باحثين وأكاديميين تحدّثوا عن البعد المقاوماتي والتراثي والثقافي التاريخي الهام للبدوي.
من جهته، أوضح مدير الثقافة والفنون الدكتور محمد مرواني أنّ إعادة بعث الأيام الثقافية للأغنية البدوية الشيخ الجيلالي عين تادلس، عميد الطابع البدوي، جاءت بمقاربة عمل جديدة يرتكز خلالها القطاع على تحريك المشهد الثقافي على مستوى البلديات، وكذا إعطاء البعد التاريخي والثقافي والفنّي والرمزي أهميته وأولوياته.
وأضاف مرواني أنّه من بين الأهداف المنشودة في هذه التظاهرة، إعطاؤها طابعا وطنيا وترسيمها من طرف الوزارة الوصية، وإدراجها ضمن البطاقية المعتمدة للمهرجانات على مستوى الولاية، وذلك قصد استرجاع هذا التراث الثقافي والفنّي الهامّ.