تشكيليون يبدعون في “شظايا من الضفّتين”

عندما تتحوّل المواد المسترجعـة إلى تحـف فنيـة

فاطمة الوحش

تتواصل برواق “عسلة” بالعاصمة إلى غاية بداية نوفمبر القادم فعّاليات المعرض الجماعي للفنون التشكيلية والنحت، الذي يجمع كل من الفنانين المبدعين نريمان سادات شرفاوي، آن أوسعيد ومرزاق تحت عنوان “شظايا من الضفتين”.

تقدم الفنانة ناريمان في زوايا المعرض المنظم من طرف مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، 20 لوحة فنية تنوعت عناوينها ومضامينها، عبرت فيها عن مواضيع مثل الهوية، جدلية الماضي والحاضر ولذة الحياة، وهي عناوين تهدف إلى كسر الرتابة، والتعبير عما يختلج النفس البشرية من هواجس وأفكار، بحسب الفنانة.
وأكدت شرفاوي في تصريحها لـ«الشعب” أن معظم الأعمال المعروضة أُنجزت خلال العامين الأخيرين، مشيرة إلى أنها استعملت أسلوب الاسترجاع واللصق في أعمالها، لإثارة اهتمام الجمهور وتنبيهه إلى ضرورة المحافظة على الطبيعة والبيئة، وحث الأجيال اللاحقة على بذل المزيد من الجهد لترشيد استعمال مقدرات الفضاءات المحيطة بنا، سواء على اليابسة، أو في باطن الأرض، أو في أعماق البحار والمحيطات.
وأوضحت، أنها في تقنية اللصق، تحب استعمال جميع الألوان بتدرجاتها، علاوة على عدة مواد، وهي القماش، الخيشة، الحجارة، الرمال، الخيوط، الأشرطة وغيرها من المواد المسترجعة، بهدف إعطاء العمل الفني خصوصية تعبر عن الموضوع بنوع من الثراءالمعرفي والرمزي، والنتيجة لوحات يمكن تزيين الأمكنة بها، مثل لوحة “الربيع” التي غلب عليها اللون الأزرق، ولوحة “الطبيعة الجميلة” التي استعملت فيها الألوان الحارة، وقد ألصقت فيها ريشة كرمز للفنان الذي يفقد ريشه طوال مسيرته الفنية نتيجة الصعوبات التي يتلقاها، إلا أنه مع ذلك، يستمر في العطاء مثل العصفور الذي يطير حتى ولو فقد ريشه.
كما تشارك الفنّانة في المعرض بلوحتين عن الهوية، وضعت فيهما ملصقات تضم قطعا للحلي القبائلي وفوطة، بينما غلب اللون الأخضر على عدة لوحات، في حين استعملت الخيوط أو الأشرطة الرقيقة في أكثر من عمل، معبرة في ذلك عن المسار غير المنتهي الذي يسير فيه الفنان، إلى جانب لوحات أخرى للفنانة؛ مثل “الهدوء” و”عاصفة”...
بدورها تتقدم الفنانة أني محمد أوسعيد، عدة لوحات بأشكال هندسية مثلثية، مستعملة في ذلك ألوانا سائلة؛ مثل اللوحة التي رسمتها عن دون كيشوت، ولوحة أخرى حددت  فيها تفاصيل وجه البطل الروائي الإسباني ميغال سرفنتس، وألبسته البرنوس، كما رسمت لوحات “امرأة معدنية”، و”موكب في الصحراء”، و”ليلة صحرواية”، لتبرز تعلقها بالصحراء التي زارتها أكثر من مرة وانبهارها بها.
ولعل أكثر ما يجذب في لوحات الفنانة المعروضة بأناقة مجموعة أعمال فنية تشمل بورتريه رسمته عن جدها الفلاح، ولوحة عن جبال جرجرة، وأخرى رسمت فيها زهرة دوار الشمس بتقنية السكين، وهي زهرة أوروبية، لترسم أيضا زهرة منتشرة في الجزائر، وهي الصبار حمتها بزجاج.
من جهته، يعرض الفنان مرزاق حنو، منحوتات في غاية الدقة والبهاء، مستعملا في ذلك، النحاس الأصلي، وألوانا طورها، فأصبح ملمس المنحوتة كالقطيفة. كما تتشكل قاعدتها من الكاجو، أو شجرة البلوط؛ لتجمع بين الجمال والصلابة، وتمزج أيضا، بين الفن وعالم الحرف.
أكثر من تحفة استلهمها مرزاق حنو من رسومات بيكاسو؛ مثل تلك المنحوتة التي يمكن وضع الأقراط عليها. ومنحوتات أخرى في نفس الشاكلة، ينجزها ذات الرسام.
كما يعرض الفنان، نماذج عدة مجسمات تحاكي التراث الثقافي والطبيعة والعصرنة منها شخصيات كرتونية معروفة، مثل باتمان، سبايدرمان، الفهد الوردي لفنانين عالميين، وقد أكد حنو خلال حديثه مع “الشعب” قدرته على تحويل أي رسمة له إلى منحوتة. مضيفا أنه حينما تقاعد من مهنته (مهندس في الاتصالات السلكية واللاسلكية المتعلقة بالشبكة) إتجه، فورا، إلى الفن الذي يعشقه، وأنجز أول منحوتة له عن رجل يسجد، ومن فوقه نحت دعاء “سبحان الله”. كما يبتغي صنع العديد من منحوتاته بأسلوب بيكاسو؛ لأنه لا يحب الفن الواقعي المحض.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024