تنطلق، اليوم، فعّاليات “المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي”، في طبعته الثامنة عشرة، ويتواصل إلى غاية 30 أكتوبر الجاري، تحت شعار “الفيلم في صميم الثورة”، حيث يأتي المهرجان تزامنا واحتفالات الجزائر بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية.
وتتنوّع الأفلام المتنافسة على جوائز هذه الطبعة، بين الأفلام القصيرة والطويلة، الأشرطة الوثائقية والرسوم المتحركة، وسيشتدّ التنافس بينها، على مدار ثلاثة أيام، تحت أنظار كبار محترفي الفنون السينمائية الذين يشكّلون لجنة تقييم الأعمال برئاسة المخرجة فوزية آيت لحاج، يرافقها سعيد مهداوي، سليمان بوبكر، وجعفر آيت منقلات.
وقال محافظ المهرجان، عمار تريباش، في ندوة صحفية نظّمها رفقة مديرة الثقافة والفنون نبيلة قومزيان، بقاعة “سينما جرجرة”، إنّ الفنّ في الجزائر شهد قفزة نوعية مع الإصلاحات والتعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون، من أجل الارتقاء بقطاع الثقافة في بلادنا، وإعطاء دفع قويّ للنهوض به في مختلف المجالات، مع تشجيع الفنّانين للمضيّ قدّما في هذا المجال ـ يقول ـ خاصّة مع قانون الفنان الجديد الذي أعطى بدوره دعما كبيرا للفنانين، ناهيك عن تدعيم القطاع بالمعهد العالي للسينما للاهتمام أكثر بالصناعة السنيمائية، وتمكين الفنانين من التكوين داخل الوطن، مضيفا أنّ هذه الإصلاحات في قطاع الثقافة من شأنها تشجيع الفنانين ودعمهم على الإنتاج أكثر.
وفيما يخصّ الطبعة الثامنة عشر للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي، أكّد تريباش أنّها ستشهد منافسة قويّة بين الأفلام الستة عشر التي ستعرض على الشاشة على مدار ثلاثة أيام، مشيرا إلى أنّ الأفلام المشاركة تم اختيارها من بين 30 منتجا سينمائيا لمحترفين في عالم الفنّ والإنتاج السينمائي، مراعين في ذلك المحتوى والنوعية ومدى مساهمتها في ترقية اللغة الأمازيغية.
وفي سياق ذي صلة، قال تريباش إنّ هذه التظاهرة الثقافية لن تكون مقتصرة على الأفلام الأمازيغية، وإنّما ستشهد عرض عدّة أفلام ذات أبعاد تاريخية وثورية، تجسّد دور السينما خلال الثورة، وذلك تزامنا مع الاحتفاليات بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية، كما أكّد على أنّ فلطسين في قلب الحدث من خلال عرض فيلم “العودة” وهو إنتاج جزائري فلسطيني، شارك في تمثيل مشاهده سنة 1979 فنانون جزائريون مثل حسان الحسني ومحمد بن قطاف، إلى جانب فنانين فلسطينيين، وذلك لإبراز رمزية الروابط التي نسجت خيوطها بين الشعبين الجزائري والفلسطيني.
ومن جهتها، نوّهت مديرة الثقافة والفنون بتيزي وزو نبيلة قومزيان بدعم وزارة الثقافة والفنون للعديد من الأفلام والإنتاجات السينمائية دعما للفنانين والمنتجين للمضيّ قدما في ميدان الإنتاج السينمائي، شأنها شأن وزارة المجاهدين التي تدعم إنتاج الأفلام الثورية التي ستحظى بمكانة هامة خلال فعّاليات هذا المهرجان، وأشارت إلى أنّ فيلم الافتتاح سيكون بعرض فيلم “فورولو” للمخرج علي بركنو والذي جسّد من خلاله حياة الأديب مولود فرعون.
وقالت قومزيان إنّ الطبعة الثامنة عشر للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي ستشهد عرض 16 فيلما تتنافس على مدار ثلاثة أيام بقاعة “سينما جرجرة”، كما سيتم عرض عدّة أفلام ثورية على مستوى “قاعة السينماتيك” تزامنا مع احتفاليات ذكرى أول نوفمبر، وأشارت إلى أنّ هذه التظاهرة ستمتدّ إلى مختلف مناطق ولاية تيزي وزو، حيث ستشهد قاعات السينما بـ«يوغني” و«عين الحمام” عروضا لأفلام ثورية، كما سيكون سكان قريتي “ثيمغراس” و«الساحل” أيضا على موعد مع أفلام ثورية بالهواء الطلق..