الأديب علاوة كـوسة لـ”الشعـب”

”المنتـج الشعـري” لا يـغـري النــقــّاد!!

أمينة جابالله

أكّد الأديب علاوة كوسة، أنّ الحركية النّقدية في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، قلّ اهتمامها بالمنتج الشعري، وبات المشهد الثقافي حاليا يعيش ندرة في ما أسماه بـ«النّقد الشعري الجزائري”، مقارنة بالعقود الماضية التي عرفت فيها القصائد الشعرية دلالا ونشاطا لافتا من قبل رواد الحوارات الشعرية وأصحاب المبادرات الجادّة، الذين قدّموا أطروحات أكاديمية جادّة، باقتدار وإبداع..

أوضح علاوة كوسة في تصريح لـ«الشعب” أنّ النّقد ظلّ رفيقا للشعر منذ البدايات الخليلية الأولى، قراءة وانطباعا وآراءً نقدية مختلفة؛ وقال: “من ذا يحرم عاشقَ الشعر وسامعه من تذوّقه وإبداء ردّة فعله التذوّقية إعجابا أو استنكارا؟ وقد كان الشعر موطن الروح العربي الأول وسيبقى، ولا يختلف شأن الشعرية الجزائرية الحديثة والمعاصرة عن القاعدة الشعرية - النقدية العربية الحديثة، غير أنّ لكلّ زمان استثناءاته الشعرية وفلتاته النقدية التي يحفظها التاريخ الأدبي والنّقدي ويهمل غثّها”.
وأضاف كوسة: لو تصفّحنا على عجل، بعض تاريخ الحركة الشعرية الجزائرية لوجدنا القصيدة الجزائرية مدللة النّقد الجزائري إلى وقت قريب، تناولا ومقاربة ونقدا.. توزّع حبره على الكتب والأطاريح والصحف”، ثم تساءل: “من غيّر أحوال العلاقة الحميمية بين الشعر الجزائري ونقّاده؟ إذ هجروه بلا سبب نقدي مقنع”.
ويذكر كوسة بأنّ القصيدة الجزائرية “كانت محظوظة بقربها من العرش النّقدي المهيب، ومكّن لها بعض النقّاد ولو بأضعف المقاربات والمناهج الحافية الوافدة علينا من غير وعينا بها وبمحاضنها الغربية وبالمخيمات الشعرية المحلية، المهيّأة لها كمناهج لاجئة لمواطن مازال فيها النّقد فتيا، فهجرنا كثيرا من شعرنا الجزائري إلى مقاربات وإجراءات ظننّاها ستستعمر النصوصَ، دلالات ورؤى فاستفرغتها من طينتها الشعرية الأولى”، ليضيف: “ولكنّ ذلك لا ينفي محاولات ومناورات نقدية جزائرية جادّة احتفت لعقود بالتجربة الشعرية الجزائرية، وحاولت تسويقها نقديا إلى القارئ الجزائري والعربي، وبعض النوايا النّقدية أفضل من الصمت النّقدي، وإن كان خراجها قليلا”.
ويطرح علاوة كوسة تساؤلات حول راهن النّقد الشعري في الجزائر، بقوله: “هل يمكن القول إنّ هذا الجيل النّقدي قد اتخذ الشعر الجزائري مهجورا، أم إنّ معظم النقّاد الجزائريين قد هاجروا إلى نقد الرواية والنثر عموما، استسهالا ومواكبة للموضة النّقدية الجزائرية والعربية؟ وهل يحقّ لي أن أقول: إنّ هجرة النقّاد الجزائريين للقصيدة الجزائرية كان تخوّفا منهم لأنّ كثيرا من النقّاد الأكاديميين (ككثير من طلابنا) لا يمتلكون معظم مفاتيح قراءة النصّ الشعري؟ واسألوا المنتج النّقدي الجزائري المعاصر كتبا وأطاريح ومداخلات وملتقيات فالحقيقة هناك”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024