كرّم عميد فنّ المديح مقران أقاوا..

صـالـون الـتراث الـثـقـافي الـلاّمـادي بـتـيـزي وزو.. أصـالـة وجـمـال

تيزي وزو: نيليا.م

احتضنت دار الثقافة والفنون مولود معمري بتيزي وزو، وعلى مدار ثلاثة أيام، فعّاليات الطبعة الخامسة لصالون التراث الثقافي اللاّمادي، الذي زاوج بين الأصالة والموروث الثقافي الجزائري الذي تزخر به بلادنا وصنّف ضمن التراث الإنساني، والذي اختزل جمال وعمق الثقافة الجزائرية التي عبرت القارات..

حوّلت الطبعة الخامسة لصالون التراث الثقافي اللاّمادي دار الثقافة والفنون “مولود معمري” بتيزي وزو، إلى ملتقى ثقافات.. هذا ما برز جليا في مختلف أروقة المعارض التي سافرت بالزوّار إلى عمق الحضارات والثقافات التي تزخر بها بلادنا، والتي شكّلت فسيفساء للجمال وباقات تنوّعت فيها مختلف التحف والحرف التقليدية من فخار، الحليّ التقليدية المتمثلة في الفضّة، حرفة صناعة العكّاز، مختلف الأطباق والمأكولات التقليدية، الألبسة التقليدية، ناهيك عن مختلف الفنون والطبوع الغنائية التي أعطت تأشيرة الدخول إلى كلّ منطقة من بلادنا، من أجل التعرّف على عاداتها وتقاليدها والتعرّف على خصوصياتها، والتي ظهرت جليا في العرض الذي قدّم من خلال اللوحات الفنية والتي تحوّلت إلى مزار للزوّار الذين سافروا بين الطبوع الفنية الشعبية السبيبة، أهاليل، اشويق، المديح.. هذا الصنف الفني الأخير والذي سلّط الضوء عليه في فعّاليات هذه التظاهرة، من خلال تكريم أحد أعمدة الغناء الشعبي “المديح” باللغة الأمازيغية، والذي اقترن اسمه باسم الشيخ “مقران اقاوا” ابن قرية “اث عطلي” بالأربعاء ناث ايراثن، أين تمّ تسليط الضوء على حياته ومشواره الفنّي الذي سطع نجمه في سماء “المديح” باللغة الأمازيغية، خاصّة وأنّه كان السبّاق لإنشاء فرقة غنائية مشتركة بين النساء والرجال للتغنّي بهذا النوع الفني.
يقول رفيق دربه “لاج مقران” المدعو “مقران اوقاسي” إنّ الشيخ “مقران اقاوا” المولود في سنة 1929، شخصية لا يمكن الحديث عنها في سطور، حيث كان يتمتّع بموهبة فريدة من نوعها والتي عزّزتها قوّة صوته الرنّان الذي لا يملكه أحد غيره، مشيرا إلى أنّ هذا الأخير بدأ مشواره الفنّي صغيرا أين كان يرافق “لخوان”، في خرجاتهم ويشاركهم في الغناء، كما خالط الفرق الموسيقية التي تتغنّى بهذا النوع الفني مثل فرقة “الحاج الحنفي” و«العربي ناث بومهدي”، ما جعله يتشرّب من منابعهم الفنية باعتبار أنّهم كانوا من روّاد هذا الفنّ أيضا.
وأضاف أنّ الشيخ مقران خرج عن العادة وبرز إلى درجة التفوّق، ليذيع صيته في مختلف المناطق، خاصّة ولاية بجاية التي اشتهر بها خلال إحدى زيارته لمنطقة “اسيف الحمام” سنة 1949، فتفاجأ الحضور بقوّة صوته ورنّة ألحانه.. ليلتحق بعدها بميدان السياحة الذي عمل فيه، واكتفى بعدها بإصدار الأغاني على الأشرطة فقط دون حضور الجنائز والمدح فيها، وهو ما أبعده عن الميدان لفترة، وفي سنة 1986 عاد الشيخ “مقران اقاوا” إلى الطريق الذي انطلق منه في بدايته وهذا بعد عودته إلى قريته، وخلال جنازة لم يكن هناك أحد من “لخوان” من أجل الذكر أو المدح فيه، الأمر الذي حزّ في نفسه وتطوّع للمدح في الجنازة، لتكون منعرجا غيّر من حياة الشيخ، وأعلنت عن انطلاقته الحقيقية بعدها لمواصلة مشواره الفنّي في هذا الصنف الغنائي.
من جهة أخرى، صرّحت مديرة الثقافة والفنون، نبيلة قومزيان، أنّ الهدف من تنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية هو إحياء الفنون الشعبية التي تزخر بها منطقة القبائل والمهدّدة بالاندثار، على غرار “اورار نلخلاث” التي نظّمت لها مديرية الثقافة مسابقة من أجل دفع الفرق النسوية إلى الظهور وإحياء هذا النوع الفني الشعبي، مشيرة إلى أنّه من المرتقب تنظيم نفس المسابقة للفرق المؤدّية لهذا النوع الفني الشعبي ‘المديح” أو”أذكار” لتشجيع الشباب والشابات على التمسّك بهذا النّوع الفنّي الشعبي المهدّد بالاندثار في حال ما لم يحمل هذا الجيل المشعل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024