دعا مشاركون في أشغال يوم دراسي نظم الأحد بولاية جانت إلى استعمال الوسائل الرقمية الجديدة في تدوين الموروث الثقافي اللامادي للمنطقة لحمايته من الاندثار.
وأبرز متدخلون في هذا اللقاء الذي نظم تحت عنوان “التراث الثقافي.. بين التدوين والتناقل الشفوي’’ في إطار فعاليات المهرجان الثقافي المحلي ‘’سبيبا’’ من أساتذة ومهتمون بالتراث أهمية تدوين قصائد ‘’سبيبا’’ كموروث ثقافي والإهتمام بها، وتحليل مضامينها، سيما باستعمال الوسائل الرقمية الجديدة.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور حامد إبراهيم لمين من جامعة أدرار في مداخلة موسومة بـ’’الموروث الشعبي وضرورة تدوينه.. قصائد سبيبا، من حكاية وأحداث إلى صناعة التاريخ” على “ضرورة الرفع من درجة التحسيس بأهمية المحافظة على التراث الثقافي المحلي، وإشراك وسائل الإعلام في هذه العملية ودعمها ومرافقتها في إنتاج أفلام وثائقية تبرز هذا الموروث، إلى جانب إقامة مهرجانات موسمية لاستقطاب السياح”.
وأشار الباحث الجامعي إلى أن المرأة التارقية قديما ساهمت في الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي الخاص بالمنطقة من خلال حفظه وترديده في المناسبات انطلاقا من مكانتها في المجتمع المحلي ثقافيا وتربويا وإقتصاديا خاصة أن ‘’سبيبا’’ - كما أضاف - فلكلور يحتوي على قصائد وأشعار قديمة تروي قصة وتاريخ المنطقة ككل.
ومن جهته أبرز المهتم بالتراث الأستاذ يوسف أوقاسم خلال مداخلة بعنوان” ماهية سبيبا في قصائدها بين الأسطورة والحقيقة “أهمية هذه المناسبة كونها تعبر عن تاريخ المنطقة من خلال رقصة ‘’سبيبا’’ والأشعار التي ترددها النسوة خلال ذلك الإحتفال المتوارث، كما يعبّر مصطلح ‘’سبيبا’’ ـ حسبه - على الحياة الحضرية وترديد قصائد شعرية تمجّد الإنسان القديم في حالات متعددة وتصفه وصفا دقيقا.
وفي هذا الإطار تطرّق أساك وقافي الشيخ إطار في الديوان الوطني للحظيرة الثقافية “التاسيلي ن آزجر” إلى الرصيد الثقافي الذي تزخر به المنطقة، وطرق حمايته القانونية والإعلامية، مبرزا أهمية اللجوء إلى الوسائل التكنولوجية والرقمية الحديثة في تدوين التراث الثقافي لحمايته بإشراف مختصين في الميدان.
وبدوره أوضح الأستاذ حسن عالي من جامعة سعيدة، أن “هذا التراث يعبر عن عادات وطقوس إجتماعية مهمة في حياتنا الإجتماعية، كما أنه يعبر عن الذاكرة الوطنية”.
وتتواصل فقرات المهرجان الثقافي المحلي ‘’سبيبا’’ (13-16 يوليو) بولاية جانت بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية متنوعة، بمشاركة عديد الفعاليات الثقافية والجمعيات التراثية المحلية.
