البروفيسور سعاد بسناسي لـ “الشعب“:

الـروايـة الـتفاعلية.. تــزاوج بين الإبداع والـتكـنولوجيـا

إيمان كافي

أكدت البروفيسور سعاد بسناسي أن الحديث عن الثقافة الرقمية في عصرنا هذا يتطلب فهم المكونات الثقافية وطرائق امتزاجها لتحويلها بأشكال رقمية، وهذا يستدعي فهم ثقافة الرقمنة ـ تقول ـ ولمن يتم تقديم المعلومات، وكيف يتم استقبالها والتفاعل معها، والأدب التفاعلي الذي يعنى بالكتابة الإلكترونية الرقمية التي تكون في متناول القارئ عبر الوسائل الإلكترونية.

وقالت المتحدثة في حديث مع «الشعب» أن هذا ما يبين العلاقة بين الأدب التفاعلي ونظرية التلقي، فالمبدع يصبح متفاعلا مع القارئ حين ينشر عمله ويتحقق بينهما تواصل عبر مستويات ومقامات معينة، وهذا ما يعلي من قيمة القارئ، وأضافت: «تصبح القارئ سلطة على النص فهما وتحليلا وتعقيبا وتعليقا ودراسة، وهذا يسرع من العملية النقدية، لأن العمل الذي يكون متاحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي يكون سهل الانتشار والاطلاع، بل حتى المبدع نفسه يتحول إلى قارئ وناقد لنصه، لأنه سيقرأ نصه بنظرة جديدة ورؤية مغايرة بعيدة عن ذات المبدع».
واعتبرت المتحدثة أن الأدب التفاعلي بذلك يصبح عبارة عن مجموع الإبداعات التي تتولد مع النص الأصلي والتي لم تكن موجودة، وهو ما فصل فيه الكثير ممن كتبوا في هذا المجال، ومن الأوائل الذين خاضوا هذه التجربة، الأمريكي مايكل جويس سنة 1986 مستخدماً برنامج المسرد من خلال عمله الروائي (قصة بعد الظهيرة)، وكذلك الفرنسي فرانك دوفور في روايته (الزمن القذر).
وأوضحت أن ما يميز الأدب التفاعلي والرواية التفاعلية إمكانية اختيار القارئ للبداية والنهاية كما يشاء، ويتجاوز بذلك ما تفرضه القراءة الورقية غالباً، وهذا يفسر العلاقة بين الأدب والتكنولوجيا، بحيث يصبح الأدب الرقمي تفاعليا، لأنه إمكانية تعبيرية إبداعية تنتج من العلاقة بالتكنولوجيات الحديثة، والأمر نفسه حدث مع الوسيط الورقي حينما تم اختراع الطباعة الورقية.
وذكرت محدثتنا أن الرواية العربية شهدت تحولات كثيرة ومتنوعة، لعل أهم تحول هو دخولها العالم الرقمي، واستثمار البرمجيات لتصبح جنسا أدبيا تفاعليا معاصرا يواكب الوسائط التكنولوجية وتطوراتها، لتصبح نمطا فنيا قائما على تقنيات توظيف المعاني وتوليدها بين ما يكتبه المبدع وما يتوصل إليه القارئ، والنشر الإلكتروني أتاح للرواية التفاعلية تجاوز حدود النشر بشكل سريع عبر الشبكات.
 مشيرة هنا إلى جهود الأردني محمد سناجلة في تأليفه لثلاثة أعمال في الأدب التفاعلي (رواية ظلال الواحد 2001 وشات 2005 وصقيع 2006)، وكذا مؤلف الإماراتية فاطمة البريكي (ماهية الأدب التفاعلي)، وقصيدة (تباريح رقمية) للشاعر العراقي مشتاق عباس.
كما أكدت أن عناصر العملية التفاعلية تكون من خلال النص أو الصوت أو الصور، ويتم توظيف أشكال جرافيكية متحركة والألوان خاصة في الحوار، مع مراعاة الروابط التفاعلية النصية الداخلية والعلاقة التفاعلية الخارجية بين المبدع والمتلقي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024