مختصّون يشرحون واقع المقروئية لدى الطفل

المحيط المدرسي يساهم في نشر ثقافة المطالعة

جمال الواحدي

لا شك أن القراءة فعلٌ يعود بالفائدة على الإنسان، وينمّي قدراته ومواهبه ويوسّع دائرة معارفه ومعلوماته، غير أن القراءة يجب أن تُغرس في سلوك الفرد في مرحلة مبكرة حتى يألفها كجزء من حياته. «الشعب» اقتربت من مجموعة من الباحثين، وطرحت عليهم أسئلة بخصوص دور البيئة الثقافية في خلق طفل مُطالع، وتعزيز قدرات الأطفال الأدبية، وطرق تعزيز واقع القراءة عند هذه الفئة.

 ترى النّاشطة والباحثة أمينة لزيار، أنه من الممكن تحبيب القراءة لدى الأطفال باللجوء إلى عدة أساليب، لكنها قرنت ذلك بشروط، قائلة «قبل أن نتحدث عن القراءة عند الأطفال، علينا أن نتأكد أن الطفل لا يعاني من اضطرابات لغوية، ولا يواجه مشاكل في بعض الحروف التي تصعب عليه وتنفره من القراءة، خاصة عندما يقارن نفسه بأقرانه من الأطفال أثناء مرحلة التمدرس».
وأضافت «هناك أساليب كثيرة تحبّب القراءة للطفل مثل قراءة الأم للقصص والروايات قبل النوم، وهذا ما يولد لديه حب القراءة مستقبلا، وكذلك يمكن اختيار الكتب والقصص في شكل هدايا ومكافآت له عند القيام بواجباته المنزلية والمدرسية، وكل هذا يرجع لذكاء الوالدين والمعلم في التعامل مع الأطفال».
وفي ختام حديثها قالت: «من الأفضل أن نعطي للطفل القصص التي تكون متبوعة بصور فيها ألوان ورسومات، فالطفل لا يحب القصص المجردة، ويجب أيضا أن نحبب له القراءة من خلال التربية بالقدوة، فحين يرى الطفل الأفراد في العائلة والمحيط يقرأون الكتب بدءا بالوالدين سيقلّدهم، وسيخلقون لديه تشويقا وحافزا لكي يقرأ هو الآخر، ولابد من توفير قصص وكتب تتماشى مع مستواه العمري».

غرس ثقافة المطالعة في النّشء مسؤولية الجميع
 
يرى الأستاذ المربي والشاعر الحسن الواحدي، الذي ألّف العديد من المجموعات الشعرية الموجهة للأطفال، أن واقع المقروئية قد تردى في السنوات الماضية، قائلا: «المطالعة سلوك حضاري راق يبيّن قوة الأمم وتقدمها، وطبع كريم متأصل في النفوس الواعية، لكن الواقع يظهر عزوفا غير مبرر عن الكتاب بكل تخصصاته العلمية والأدبية لعدة أسباب معظمها متعلق بالإنسان وشخصيته، علاوة على مشاكل خارجة عن نطاقه منها القدرة الشرائية ونوعية الطباعة ومضامين المطبوعات، والمزاحمة التي يعاني منها الكتاب الورقي من طرف الوسائل التكنولوجية، وكلها أسباب لا ترقى إلى تبرير الوضع الواقع».
وأضاف الشاعر الحاصل على جوائز كثيرة في مجال الشعر وأدب الطفل خصوصا: «لعل أوسع باب لغرس هذا السلوك في نفوس الناشئة، هو المحيط المدرسي الذي يساهم في نشر ثقافة المطالعة وتجسيدها في المدارس، باعتبار أن المناهج التربوية مبنية في معظمها على القراءة والاطلاع خاصة النشاطات الأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وخلق بيئة تشجع على ممارسة المطالعة يحتاج إلى رغبة ذاتية من المجتمع بكل أفراده الفاعلين، وعلى رأسهم رجال التربية والتعليم ومن يشاركونهم المحيط التربوي كأصحاب المطابع والناشرين والكتاب، الذين تلقى عليهم أعباء التأليف الراقي والهادف، مع وضع الوسائل والخطط المساعدة لنشر ثقافة المطالعة كالمكتبات العامة والفضاءات المفتوحة والبرامج الإذاعية وغيرها».
وفي ختام حديثه قال: «باختصار فإن خلق الطفل المطالع ممكن جدا، لكن لن يتحقق إلا بالسعي إلى تحبيب الأطفال، وإقناعهم أن المطالعة غذاء للروح وصقل للشخصية المتزنة الصالحة، باختيار المواضيع ذات البعد الجمالي والفني والمناسبة لعمر الطفل وقدراته العقلية والنفسية، وتشجيعه على اختيار ما يجعله يقبل عن رغبة على الكتب».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024