الفنان علي الراشدي لـ «الشعب»:

الملحون يبقى ويستمر بتوارث أصول

ورقلة: إيمان كافي

 يعتبر الشاعر سليمان دبابي المدعو علي الراشدي ابن بلدية الرويسات بورقلة من بين شعراء الملحون والمؤدين، الذين سخروا كلمتهم وفنهم في نظم قصائد من الشعر الملحون وأغان، تنوعت مواضيعها بين الوطنية والاجتماعية والثقافية، تغنى فيها بالوطن وحب الجزائر وجمال مدنها وبورقلة، وسحر صحرائها ورمالها وصفات الكرم في أهلها.

 حدّثنا الفنان المدعو علي الراشدي، في حديث خص به «الشعب»، عن واقع الشعر الشعبي وأغاني الملحون، وعاد معنا بالذاكرة إلى السنوات الأولى لمساره وبداياته وموهبته التي رافقته منذ الصغر، واستطاع صقلها بالاحتكاك مع فنانين أبدعوا في نظم الكلمات ونجحوا في أداء الملحون.
هذا السياق الذي رسم من خلاله الفنان المدعو علي الراشدي طريقه، اعتبره مهما جدا بالنسبة للشعر الملحون، الذي يستمر ويبقى بتناقله من جيل لجيل، وباهتمام المبتدئ فيه بتعلم أصوله على يد شيوخه الكبار والمعروفين محليا ووطنيا.
وقال المتحدث إنّ بداية مساره في الشعر الملحون كانت منذ الصغر، ففي سنة 1978 انطلق في أولى محاولاته، كما احتك ببعض الشعراء المحليين، منهم الشاعر سي الطالب قدور وآخرين واستفاد منهم كثيرا، مؤكّدا أنّ الشعراء في الشعر الشعبي ومؤدي أغاني الملحون، يجب أن يهتموا كثيرا بتعلم هذا الفن ممّن هم أكثر منهم خبرة بأصول الكلمة ومقاماتها الموسيقية في الملحون.
وأكّد بهذا الخصوص أنّ ضمان البقاء والاستمرار لفن الشعر الشعبي الملحون، والذي يعد رصيدا هاما في التراث المحلي، يكون بتناقله من جيل لجيل وتعليمه وتلقينه، مشيرا إلى أنه حتى وإن تراجع الاهتمام به بالنظر للسنوات الماضية، بفعل تغير نمط الحياة وتأثير ذلك على مجالات عدة، إلا أن هناك الكثير من المبدعين فيه والجمهور المهتمين به ومنهم شباب ولديهم تواصل معه ومع فنانين آخرين مختصين في هذا الطراز من الفنون.
وبالعودة إلى مسار الفنان علي الراشدي، فإنه من الفنانين الذين لديهم رصيد هام في هذا المجال، حيث أصدر عدة أغاني وقصائد في الشعر الملحون، وحرص فيها على اختيار كلمات يفهمها العام والخاص، كما نظّم حوالي 150 قصيدة في الشعر الملحون وأغلبها قصائد وطنية، وله ديوان شعري بعنوان «الكلام الموزون في الشعر الملحون»، صدر له عن مديرية الثقافة لولاية ورقلة.
رصيد الفنان سليمان دبابي المدعو الراشدي في أغاني الملحون كبير أيضا، لديه عدد من الأغاني من كلماته وتلحينه وأدائه منها 9 أغاني مسجلة، وحوالي 3 أغاني مسجلة وطنية ومواضيعها متعددة عن الوطن والوالدين والأم وكل ما يعالج قضايا المجتمع.
وشارك في عدة عكاضيات نظّمت في عدة ولايات، وكانت له مشاركات في الأسابيع الثقافية لولاية ورقلة في استضافة عدة ولايات، أما محليا فقد كانت له مشاركات كثيرة خاصة في عكاضيات الشعر التي كانت تنظم كل سنة، بالإضافة إلى مشاركات في مناسبات وطنية وثقافية متعددة على غرار شهر التراث.
وعن نشاطه محليا في إحياء الأفراح والأعراس وفرقة الداني داني، هذا الطابع الموسيقي الذي يحظى بجمهور كبير عبر ولاية ورقلة وولايات أخرى مجاورة، فقد كان لديه حضور، كما لبى دعوات كثيرة لإحياء هذه المناسبات على مدار سنوات نشاطه.
ويفكّر الشاعر والمؤدي الفنان علي الراشدي اليوم في إنشاء جمعية ثقافية، تهتم بالتراث الثقافي للمنطقة ورقلة ومختلف العادات والتقاليد التي من شأنها المساهمة في الترويج للسياحة بما فيها الطابع الموسيقي الخاص بالولاية.
وفي ختام حديثنا معه أهدى الفنان الراشدي للجزائر وأبنائها أبياتا من قصيدته «شاعر يخاطب أمنا الحبيبة وهي الجزائر»:
«هزي راسك عالي زيدي عليه وارفعيه فوق عندك سيادة،
صمود وكفاح تاريخ كتبتيه 130 سنة وزيادة،
كل جبالك شاهدة ما قدمتيه وأرضك مسقية بدم الشهداء،
كل شبر من ترابنا مغروسة فيه وجبتي فيه رجال حكمة وإرادة».
وكان لمدينة ورقلة نصيب أيضا، وأدى فيها كلمات من أغنية ورقلة وهي قصيدة وأغنية مسجلة:
«نهدو سلامنا لجميع الأحباب بقلوب صافية ونظيفة،
من جاء لورقلة مفتوحة الأبواب بالجود والكرم راهي معروفة،
العلم والعقل والإحسان وأداب تاريخنا معمر بالثقافة،
والخير وارثينوا من أب الأب والضيف كي يجي لازم يتكافا،
نسقوه بالمحبة كاس الترحاب ونفرشولو حرير وقطيفة».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024