٫بالرغم من مضي 08 سنوات على تشييده، يظل المرفق العمومي المتمثل في المركز الاسلامي الثقافي المتواجد وسط مدينة الحمادية على بعد 10 كلم جنوب ولاية برج بوعريريج هيكلا بدون روح، وأبوابه موصدة حتى الآن، في احتواء أي فعل ثقافي بالمنطقة قد طاله الإهمال والتخريب في عدد من أجزائه الخارجية، على غرار الزجاج الخارجي لأسباب تبقى مجهولة.
وقفت «الشعب» على الواقع الكارثي للمركز الاسلامي الثقافي المتواجد ببلدية الحمادية، الذي أضحى هيكلا بدون روح، بفعل الإهمال وتركه على حاله دون حراسة ولا صيانة منذ تشييده قبل حوالي 8 سنوات من تسليم أشغاله في 23 جوان 2014، ما جعل هذا الصرح الثقافي يتعرض إلى الاهمال والتخريب خاصة في بعض أجزائه التي طالها التصدع، على غرار الزجاج الخارجي لهذا المعلم الثقافي بمنطقة الحمادية، ما يستدعى تدخل السلطات المعنية في القريب العاجل من أجل إعادة ترميم وصيانة عدد من أجزائه، بالرغم من أنه لم يفتح للجمهور ولو ليوم واحد منذ تاريخ تسليمه.
وكانت الحركات الجمعية ببرج بوعريريج بشكل خاص وسكان الحمادية بشكل عام، قد علقت على هذا الصرح الثقافي آمالاً كثيرة منذ تشييده، من أجل تنشيط الحراك الثقافي والفعل الثقافي لدى ساكنة بلدية الحمادية، وكان ينظر له على أنه منارة للإشعاع الثقافي تستقطب كل الفئات الشبانية، سيما الأطفال منهم والباحثين عن الفهم والتعمق في تعاليم الدين الإسلامي، ونشر العلم والثقافة الاسلامية النابعة من الهوية الجزائرية، بالتنسيق مع مختلف الجمعيات الخيرية المحلية، ناهيك على أنه كان ينظر إلى المركز من طرف السكان أن يساهم في القضاء على الأمية بالمنطقة، من خلال الأقسام التي كانت مبرمجة على مستوى هذا المركز لمحو الأمية خاصة لدى فئة المسنين، وأقسام أخرى خاصة بالإعلام الآلي، بالإضافة إلى تقديم دروس دعم لتلاميذ مختلف الأطوار الدراسية وبالأخص طلبة الأقسام النهائية والأقسام التحضيرية للأطفال الصغار، وتلك المتعلقة بتنظيم ندوات فكرية وعلمية وتقديم محاضرات بمناسبة إحياء مختلف المناسبات الدينية والوطنية، غير أن هذه الآمال ظلّت مجرد أحلام الى غاية كتابة هذه السطور.
يذكر أنّ هذا المشروع، بحسب معلوماتنا تم تسجيله ضمن البرنامج الخاص بالهضاب العليا ويحمل رقم 5752.8.262.134.07.02 SF، بتاريخ 31/12/2007 بمبلغ اجمالي قدّر بأكثر من 3 ملايير و800 مليون سنتيم، وتم انتهاء الأشغال به وتسليمه بتاريخ 23 جوان 2014.
مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية برج بوعريريج، لخضر فنيط، وفي تصريحه لـ «الشعب» أقرّ بالحالة الكارثية التي وصل إليها المركز، من خلال تكسير الزجاج الخارجي وتراكم الغبار والأوساخ، وأنه ما يزال مغلقا إلى اليوم بالرغم من تسلم أشغاله منذ حوالي 8 سنوات، مؤكدا أن المعاينة الميدانية الأخيرة التي قامت بها مصالحه رفقة رئيس دائرة الحمادية ورئيس المجلس الشعبي البلدي بتاريخ 18 فيفري الماضي، من أجل تسجيل النقائص خلصت إلى استحالة فتح هذا المركز وتجهيزه في الوقت الحالي بالنظر لحالة التدهور الكبيرة التي آل إليها، وكذا عدم وجود حراس يسهرون على سلامته وحمايته من التخريب والسرقة، مؤكدا في هذا الصدد أن رئيس البلدية وعد بالتكفل بتوفير حارسين، في حين قامت مصالح مديرية الشؤون الدينية بتكليف حارس للسهر على سلامته، في انتظار استكمال الإجراءات الادارية وإضافة حارسين آخرين وفتحه، والذي وعد بأن يكون في أقرب الآجال.
كما كشف ذات المتحدث أنه قدّم مقترحا للمدير العام للمراكز الثقافية بالوزارة الوصية من أجل تكليف موظف رسميا على مستوى هذا المركز، والذي تم تحديده ومصالح الشؤون الدينية في انتظار تعيين حراس، مشيرا في السياق ذاته أنّه قام بتقديم مقترح شفوي للوصاية من أجل تحويله إلى ديوان وطني جهوي للأوقاف والزكاة.