«بناة المجد»

عمل ملحمي يتناول نضال الطّلبة الجزائريّين

سطيف: ج ـ و

احتضنت دار الثقافة هواري بومدين بسطيف العرض الشرفي للعمل الملحمي «بناة المجد»، الذي يسلط الضوء على إسهامات النخب والطلبة أثناء الحركة الوطنية وثورة التحرير، وكذا مساهمة بعض الشخصيات الوطنية في تحرير نداء الطلبة الجزائريين (19 ماي 1956م).

 تمّ عرض العمل الملحمي على هامش الأسبوع العلمي الوطني، الذي تحتضنه جامعة سطيف بمناسبة إحياء عيد الطلاب والذكرى الـ 66 لنداء 19 ماي، بحضور طلبة الجامعة وإطارات مركزية بوزارة التعليم العالي وجمع من المثقفين والمسرحيين.
العمل أنتجته المديرية الفرعية للأنشطة العلمية والثقافية والرياضية لجامعة فرحات عباس (سطيف 01) بمشاركة طلبة المدينة الجامعية سطيف (جامعة فرحات عباس، جامعة محمد لمين دباغين، المدرسة العليا مسعود زڨار).

أهم المحطّات التّاريخية

العمل من تأليف الطالب والكاتب جمال الدين الواحدي، وإخراج المخرج فارس بوسعدة، أداء وتوزيع مجموعة من الطلبة الجامعيين بتأطير ومشاركة فنانين محترفين، سينوغرافيا والديكور شوقي خواثرة بمساعدة اسماعيل بلحاج، الكوريغرافيا هندسها الفنان وليد كداد مع بالي زادوست، والموسيقى والتسجيلات مع المايسترو محمد جلاب، بمشاركة شرفية لفرقة التراث والمنشد لطفي بن كحيلة، أما الملابس فكانت من اختيار الفنان الخير عشاش، في حين تولى الإدارة الفنية الفنان نبيل بن سكة وساعده الفنان هاني مصمودي، هؤلاء احتضنتهم خشبة القاعة الكبرى للعروض بدار الثقافة هواري بومدين على مدار ساعة ليقدموا عرضا مهما لأهم المحطات التاريخية في نضال الطلبة الجزائريين.
 وبدأت هذه الملحمة بمشهد لطالبين يبحثان عن مراجع لإكمال بحثهما التاريخي، ليستقبلهما الراوي الشيخ الأمين في مكتبة الجامعة، وتبدأ الأحداث بأبيات للأمير عبد القادر الجزائري:
 
لنا في كل مكرمة مجال   
ومن فوق السماك لنا رجال
لنا الفخر العميم بكل عصر
ومصر هل بهذا ما يقال

ليعقب عليها الراوي بأبيات على منوالها:

 تحدى الأمير فرنسا وقال
لنا في المكارم دوما مجال
 وسار على نهجه عظماء
بهم أثبت الدهر صدق المقال
 سل الأرض تروي مفاخرهم
وتنطق بالمكرمات الجبال
 ففي كل منطقة من بلادي
تحدى الغزاة أباة رجال

وتتواصل الأحداث بعدها بمشاهد ولوحات مسرحية وكوريغرافية وفواصل شعرية تتناول بعض الشخصيات الوطنية، من شهداء ومجاهدين على غرار بن جلول، فرحات عباس، توفيق المدني، لمين دباغين، بوزيد سعال، مسعود زقار، عمارة رشيد، طالب عبد الرحمن، لمين خان، محمد الصديق بن يحيى، أحمد طالب الابراهيمي وغيرهم.
للإشارة، فإنّ هذا العمل الفني حضره جمهور غفير خاصة من الطلبة من شتى ولايات الوطن، وهذا لتزامنه مع الاسبوع العلمي الثقافي والرياضي.
وفي حديث لـ «الشعب» على هامش العرض، أكد يوسف بن هني، مدير الأنشطة العلمية والثقافية والرياضية لجامعة سطيف 01، أن المدينة الجامعية ارتأت أن تنجز هذا العمل المسرحي الجامعي الطلابي لتجعل الطلبة يساهمون في الاحتفاء بعيدهم من خلال صناعة الحدث الثقافي، وأن العرض جاء موازاة مع أنشطة ثقافية أخرى احتضنتها الجامعة في اطار الطبعة الثانية من الأسبوع العلمي، مؤكدا حرصهم كهيئة على احتضان كل المواهب والطاقات الجامعية وتوظيفها في صناعة الفعل الثقافي.

المخرج والممثل فارس بوسعدة: «بناة المجد» تجربة مميّزة

في تصريح أيضا لـ «الشعب»، قال المخرج والفنان المسرحي المعروف فارس بوسعدة: «هذه تجربة أخرى من تجاربي المسرحية والفنية، ورحلة شيقة في ماضي الثورة التحريرية، كانت تجربة مميزة، شاركني فيها طاقم مجتهد بدءا بالسينوغراف شوقي خواثرة، الذي أضاف لمسة جمالية على العرض، وشاركني فيها مجموعة من زملائي المحترفين الذين أبوا إلا أن يشاركوا الطلبة عيدهم هذا، كان فريقا متناسقا ومتوازنا ما بين المحترفين والهواة الذين قادهم شغفهم لخوض هذه التجربة»، وأضاف «حاولنا ملامسة العديد من المدارس المسرحية خلال العرض بين المسرح التجريبي والمسرح الواقعي، وكان هناك تفكير وعمل مضن قبل العرض، نحن نفكّر الآن في تعزيز الفكرة وإضافة مشاهد العرض، ونتمنى أن تجد هذه التجربة هيئة تحتضنها وتحتضن هذه المواهب لضمان استمرارية نشاطها وتطوير المواهب الجامعية».
من جانب آخر، يمكن القول إن هذا النص تأكيد على وفاء الجيل الجديد من الطلبة لنضالات الآباء والأجداد، كما جاء ليستذكر نضالات الآباء المؤسسين للنضال الطلابي الثقافي والسياسي، الذي أسفر عن إضراب ماي 1956م، ويذكر الجيل الجديد بأهم صناع الأحداث. العمل بحسب كاتب السيناريو تجربته الثالثة في مجال الملاحم والمسرح الثوري الجامعي، وكلها كانت تتناول الشخصيات الوطنية والتاريخية التي ساهمت في تحرير الجزائر، حيث حاول المزج بين اللغة العربية الفصحى واللغة العامية، حتى يؤكد دور النخب في الحفاظ على المبادئ والثوابت الجزائرية أثناء مرحلة الاستعمار، رغم أن أغلبهم تلقوا تكوينهم في جامعات ومدارس فرنسية، مضيفا أن استحضار هذه الشخصيات اليوم بمثابة تأكيد على وفائهم لرسالتهم ومبادئهم، وكما جاء في ختام النص:
 
جزائرنا في الأيادي أمانة
ونحن سنحفظ حق الأمانة
 من الشانئين ومن كل كيد
ستبقى بأيدي الشباب مصانة

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024