كشف البروفيسور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عن ترجمة مجموعة من الكتب العلمية، بالإضافة لمشروع البطاقية الوطنية للمترجمين الجزائريين، وعدة مشاريع أخرى تمكن الترجمة من إلغاء حاجز اللغة وتقريب المسافات بين الثقافات والشعوب، كون “الترجمة والثقافة هما ظاهرتين أزليتين غارقتين في القدم، وكلاهما طبيعيتين وواقعيتين وفطريتين، بحيث لا يمكن لإحداهما التعايش بدون الأخرى”.
اعتبر البروفيسور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، “أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي جاء من أجل الحوار والتنمية المستديمة، وسد كل الفجوات بين الثقافات، والعمل على تقارب الشعوب، وصولاً إلى إحداث التنمية في كافة أشكالها”، معتبرا أنّ الترجمة هي “الوسيلة الفاعلة والمؤثرة في تحقيق التواصل الثقافي بين الشعوب، وتعزيز الأواصر الفكرية والثقافية بينهما، والكشف عن كثير من العلائق الثقافية المشتركة”.
كما كشف البروفيسور بلعيد، أمس، خلال مداخلته الافتتاحية لفعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للتنوع الثقافي لسنة 2022، أنّه وقع الاختيار بهذه المناسبة على موضوع “الدراسات الترجمية في العالم العربي” لمعرفة مستجدات هذا الميدانو وعرض حال الترجمة العربية حاليا، مذكرا أن “للمجلس الأعلى للغة العربية في هذا السياق أعمال يسهم بها للنهوض في مجال الترجمة في العالم العربي عامةو وفي الجزائر خاصة منها، تنصيبه للجنة متخصصة في ترجمة الكتب العلمية والتقنية، وهي لجنة تتكون من خبراء ومترجمين متطوعين انظموا إلى نظرة المجلس واهتمامه بترجمة العلوم والثقافات إلى اللغة العربية، لغة كل العلوم.
وترجمت هذه اللجنة، حسب ما أضاف البروفيسور بلعيد “كتاب دليل التمريض في جزئه الأول، كتاب إسعاف الطوارئ، کتاب معلومات هامة عن الإصابات الرياضية.”
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن هذا الأخير “سيصدر کتابين آخرين تمت ترجمتهما من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية للأستاذ مصطفى خياطي هما:«الأطفال عبر التاريخ - حقوق الطفل في الإسلام”، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للطفل في 01 جوان 2022، كما ستخصص مجلة “معالم”، والتي تعنى بترجمة مستجدات الفكر العالمي، عدد خاص بمناسبة هذا اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية.
وأشار البروفيسور بلعيد إلى أنّ “اختيار اللجنة لهذه الكتب راجع لأهميتهما في التكوين الجامعي للطالب الجزائري في التخصص الطبي وشبه الطبي، كونهما يشكّلان مرجعاً أساساً بقيمة علمية تساعد الطالب، وتوفّر له مادة علمية غنية بلغة قريبة منه ومن ثقافته”.
وأضاف أن هذه الكتب المترجمة هي “الأولى من سلسلة من الكتب العلمية التي يروم المجلس ترجمتها، وجعلها مصدراً ضمن مصادر المعرفة اللغوية العلمية والتقنية والطبية”.
وفي سياق متصل، استذكر المتدخل احتفال المجلس باليوم العالمي للترجمة يوم 30 سبتمبر 2022، وبرمجة ملتقى وطني عالج من خلاله إشكالية: “الترجمة والهوية أي علاقة؟ وأي تأثير؟”، إضافة إلى مشروع البطاقية الوطنية للمترجمين الجزائريين، وهي عبارة عن منصة شبكية تشتمل على قواعد بيانات تضم كل المترجمين الجزائريين القدامى والمحدثين، داخل الوطن وخارجه.
و«تسلّط هذه المنصة الإلكترونية الضوء على النخبة الجزائرية المشتغلة في حقل الترجمة، ترصد إبداعاتها في الترجمة من العربية وإليها، وتقترح مشاريع ترجمية في مختلف المجالات المعرفية، من خلال مسح آلي منتظم لما تعرضه المتاجر الشبكية من مؤلفات في مختلف العلوم والتخصصات، للرقي بالعمل الترجمي”، كما تشكّل الرابط بين الجهات المهتمة بالترجمة والمترجمين، والربط بين الجهات الداعمة للأعمال الترجمية والمترجمين؛ لتغطية تكاليف حقوق دور النشر والمؤلفين، وكذا أعباء المترجمين.
للإشارة، فتح الملتقى الوطني “الدراسات الترجمية في العالم العربي”، الذي نظّمه المجلس الأعلى للغة العربية بالشراكة مع معهد الترجمة، جامعة الجزائر 2 تزامنا مع اليوم العالمي للتنوع الثقافي، أمس، في جلسات علمية، النقاش حول “تحدّيات الترجمة في ظل نقد السرديات الكبرى، الترجمة وأزمة المفهوم في الدراسات العربية المعاصرة، وأي استراتيجيات للترجمات العربية، وغيرها من المواضع الهامة، كما شكّل فرصة لتكريم بعض الوجوه الثقافية والإعلامية.