أطلقت مصالح مديرية الثقافة والفنون بولاية باتنة، تنفيذا لتعليمات وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، استشارة مستعجلة مخصصة لدراسة تقييم تكاليف عملية ترميم مسرح باتنة الجهوي صالح لمباركية، بعد عمليات التدهور التي طالته في الآونة الأخيرة، جراء كميات الأمطار المتساقطة عليه منذ مطلع العام الجاري.
أطلقت مصالح مديرية الثقافة والفنون بولاية باتنة بموجب تعليمات الوصاية استشارة لترميم المسرح، خاصة ما تعلق بإصلاح أسقف جدرانه الداخلية، وكل ما يخص الكتامة للحفاظ عليه، حيث تعرضت أجزاء من مبناه إلى التساقط، ما دفع بالإدارة إلى غلق قاعة العروض مؤقتا أمام الجمهور، حفاظا عليه وعلى حياة مرتاديه من جمهور وأسرة فنية، كون مسرح باتنة الجهوي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1890، ما جعل منه معلما أثريا وتاريخيا يجب الحفاظ عليه، حسب ما أفادت به وزيرة القطاع خلال زيارتها له على هامش افتتاح مهرجان إمدغاسن الدولي في طبعته الثانية.
وأشارت مصادرنا إلى الشروع رسميا في إجراءات رفع التجميد عن عملية صيانة وإعادة تأهيل وتجهيز المسرح استثنائيا بعد الحصول على الموافقة المبدئية من المصالح المختصة في هذا الشأن، نظرا لحجم الأضرار التي أصابت المسرح ما جعل من إجراءات ترميمه تأخذ طابع الاستثنائية.
والجدير بالذكر في الأخير، أن مسرح باتنة الجهوي استفاد من تسجيل عملية مهمة لإعادة تهيئته وترميمه طالها التجميد سنة 2015، ليبقى الأمر معلقا رغم النداءات الكثيرة التي وجهها مهتمون بالشأن الثقافي بالولاية لرفع هذا التجميد عن المبنى نظرا لقدمه.
وفي سياق متصل بترميم المعالم الأثرية، سيتم الشروع في إجراء دراسة خبرة وتقييم للضريح الأثري إمدغاسن المتواجد ببلدية بومية بولاية باتنة، نهاية الشهر الجاري، من أجل انطلاق أشغال الترميم والدعم وإعادة الصيانة والاعتبار لهذا المعلم الأثري والتاريخي المصنف كتراث عالمي.
وستكون عملية ترميم إمدغاسن وفق طرق وتقنيات حديثة وعلمية للحفاظ على المعلم وتاريخه، وذلك بالتنسيق مع الصندوق العالمي للتراث، وبإشراف خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية عبر السفارة الأمريكية بالجزائر، حيث تم إيجاد حل تقني بشأن الطريق الذي سيمر بمحاذاة الضريح للمحافظة عليه، ويتعلق الأمر بمشروع ازدواجية محور الطريق الرابط بين الطريقين الوطنيين رقم 88 و3 بين بلديتي الشمرة وبومية على مسافة 56 كلم.