تتواصل بالمتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة ورشة الترميم الحية التي يشرف عليها الفنان التشكيلي المختص في النحت والرسم، علي بوخالفة، وتخص قالب من العمل الفني «العذراء ذات الأيادي المتقاطعة» الذي ينتمي لمجوعة المتحف، وذلك في إطار برنامج إحياء شهر التراث.
تهدف الورشة الحية الموجهة للمختصين والزوار للتعريف بتقنيات ومناهج الحفظ والترميم المتبعة للحفاظ على الممتلكات الثقافية والفنية وصيانتها، من خلال نموذج ترميم العمل الفني الذي ينتمي لمجموعة المتحف ويمثل قالب جبس للعمل الفني «العذراء ذات الأيادي المتقاطعة» بنورمبورغ، المصنوع نسخته الأصلية من مادة الخشب تم إهداءه للمتحف، بعد افتتاحه في ثلاثينات القرن الماضي، وذلك بهدف تعريف الجمهور العام بهذه التحفة ذات القيمة الجمالية والتقنية التي تعود لفترة القرن الـ16، وفق ما أفاد به مؤطر الورشة.
أكد النحات بوخالفة، أن الورشة المفتوحة بمثابة فرصة سانحة للتعرف عن قرب على «مختلف مراحل وأدوات وتقنيات الترميم الفني التي تستدعي الدقة والدراسة للتشخيص الشامل للقطعة، والتدخل على مستوى أجزاء منها وتصحيح أماكن التلف والتدهور بعناية وإرجاعها إلى سابق حالتها»، بغية تنمية مهاراتهم في مجال الحفظ والصيانة للمقتنيات الأثرية والفنية، موضحا أن ترميم المنحوتات يتطلب «إتقانا تاما للتشريح كغيرها من التخصصات العلمية».
وتطرق المشرف على الورشة، إلى الطريقة المتبعة والمتمثلة في التعريف بالعمل الفني الذي سيتم ترميمه (التاريخ والمواد والتقنيات الفنية والحجم) والكشف عن الضرر (أسباب وعوامل التلف والتدهور)، واقتراح منهج التدخل واختيار المقياس الذي يجب اتباعه خلال العملية وتوثيق المعالجات المنجزة، وأخذ صور طوال عملية الترميم للتوثيق.
وأشار الرسام بوخالفة، أنه يلبي كل مرة دعوة المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة الذي يولي الترميم الفني مكانة هامة من خلال ترميم بعض الأعمال، وهذه القوالب ذات القيمة الفنية الكبيرة التي تعرضت للتلف، جراء عوامل طبيعية كالرطوبة وغيرها، من أجل صيانتها وتثمينها والحفاظ عليها لتبقى شواهد للأجيال القادمة، مؤكدا «على أهمية برمجة عمليات حفظ وقائية دورية».