أكد الفنان المسرحي والممثل عيسى جيرار أنه لا يريد أن ينوب عن زملائه في إطلاق صرخة الفنانين من الجزائر العميقة ومن سطيف، ويجهر بآلام وآمال كل فنان وفنانة في الجزائر، قائلا: «أقول آلام لأن الفنان حاليا يعيش معيشة ضنكة».
أضاف الفنان والناشط الجمعوي في تصريح لـ»الشعب»: «كلنا نعرف أن وضع الفنان سيء، ومنذ جائحة كورونا ازداد الهم هما والغم غما والكرب كربا، وبالرغم من أن النشاط الثقافي في الآونة الأخيرة انتعش قليلا، إلا أنني حين أتكلم عن الألم أقصد ما يعيشه الفنان اجتماعيا في بيته وبين أفراد أسرته وأفراد المجتمع، الفنان يمنح ولا يأخذ، لقد منح الكثير للجزائر حين كانت غارقة في جراحها وآلامها وضمد جراحها».
واعتبر جيرار الحديث أن آمال الفنان الجزائري هي تلك الآمال التي يراها في الأفق ولم يلمسها على أرض الواقع، مضيفا «نتكلم هنا عن قانون الفنان خصوصا، لقد تلقينا الكثير من الوعود لكن لم يتغير شيء، بينما نرى وضعية الفنان المهنية في دول أخرى أفضل حالا من وضعيته عندنا، هم يملكون نقابات وقوانين تنظم عمل الفنان وتحميه وتصون كرامته».
وأشار الفنان عيسى للوضعية المزرية التي يعيشها بعض الفنانين خاصة الذين لا يستفيدون من تعويض على مستوى الضمان الاجتماعي، مبرزا في ذات السياق أن الفنان الجزائري يعانِي ويكد لأجل قوت يومه، والكثير منهم غادروا في صمت، وأضاف: «أقولها بصراحة، لابد من قرار سياسي واضح لصالح الفنان الجزائري يقضي بوضع قانون للفنان يحمي كرامته وشرفه وإبداعه، لا يمكن للفنان أن يبدع دون وجود مناخ يساعده على ذلك، في الدول المتقدمة حين يتم إنتاج فيلم أو مسرحية أو عمل فني يريح مدير الإنتاج الفنان ويوفر له كل الظروف حتى يبدع ويكون معطاءً أثناء العمل، لكن الفنان في الجزائر لا يجد هذا المناخ، لذلك أؤكد وألح على ضرورة إصدار قانون الفنان كي يحمي الفنان الجزائري من مخالب الفقر والمعاناة والتشرد».
الفنان عيسى جيرار، اقترح بعض الحلول التي من شأنها أن تحسن وضع الفنان، على غرار تخصيص في كل الولايات حصة للسكن الاجتماعي لفائدة الفنانين، مؤكدا أنهم محرومون من المشاركة في الصيغ السكنية الأخرى، فمعظمهم، بحسبه لا يملكون الأجر الشهري الذي يمكنهم من الحصول على شهادة الأجر، وأضاف: «من المؤسف أن ندرج الفنانين ضمن الفئات المعوزة والفقيرة، في جائحة كورونا، اضطررنا إلى تقديم مساعدات إنسانية لبعض الفنانين المعوزين ضمن مجموعة من النشاطات الاجتماعية، وهذه مهزلة في حق الفن، نتمنى من كل السلطات المحلية إيجاد إطار فيما يخص تسويق المنتوج بالنسبة للحرفيين والمبدعين وإعداد أطر جديدة للمسرح، فصحيح أن المسرح الآن صار ذا طابع تجاري، لكن هذا لا يكفي، وأعتقد أن الحل هو عودة مسرح المدينة الذي يجعل الفنان يبدع وينتج».
وأردف الوجه التلفزيوني الذي شارك في أعمال وأفلام جزائرية بأن الفنان يعجز عن إيجاد أجر يضمن كرامته وضمان تقاعد يصل إلى 30 ألف دينار، «هناك مؤسسات وضعت لدعم الفنان، لكنها لا تقوم بدورها على أكمل وجه أو تقوم بالنشاط في بيئة جغرافية محدودة، ويجب مراجعة طريقة عملها».
وختاما أضاف محدثنا بأن الفنان هو صورة المجتمع وكلمته، لذلك وجب تشجيعه لإخراج عمله إلى الشارع، «أستعير عبارة الشهيد العربي بن مهيدي رحمه الله لأقول: ألقوا بالفن إلى الشارع يحتضنه الشعب»، داعيا الجهات الرسمية أن تأخذ مطالبهم بعين الاعتبار، وأن تنظر بعين الجد للفنان الجزائري وتعالج أوضاعه المهنية في أقرب وقت.