خُصصت فعاليات الطبعة الرمضانية للمقهى الأدبي الذي تنظمه لجنة الحفلات لمدينة بسكرة لتكريم والإشادة بالفنان وعازف القيثارة عبد الوهاب بن قدور المدعو «هوبة»، وهو فنان موهوب وعصامي التكوين، لكنه لم ينل حقه من الفن شيئا، فبعد سنوات في ميدان الإبداع الفني وجد نفسه مثل كثير من المبدعين على الهامش دون دخل أو تقاعد، تحت رحمة المرض ودون تغطية صحية واجتماعية.
فعاليات المقهى الأدبي احتضنتها قاعة المحاضرات بمسرح الهواء الطلق في سهرة رمضانية متميزة، حضرها مجموعة من مثقفي وفناني المدينة، شملت عدة وصلات موسيقية وغنائية للفنان المحتفى به، والفنانين عبيد صولي وحسين جوامع، كما سمحت الجلسة بالتعرف على تاريخ الموسيقى والغناء بعاصمة الزيبان والطبوع الموسيقية، والتي جعلت بسكرة من أكثر مناطق البلاد إنجابا للفنانين والمبدعين في مجال الموسيقى وكتابة الأغاني. الفنان هوبة من مواليد مدينة بسكرة سنة 1956، عصامي التكوين التقى بالفنان الراحل بالاوي الهواري وأنظم تحت قيادته لفرقة الموسيقى بالإذاعة الوطنية، ليواصل نشاطه الفني المتميز في العزف والغناء ووضع الكلمات على مدار عقود وله 12 أغنية مسجلة ضمن أشرطة.
يتذكر الحاج سليم قرفة أحد رفاق الفنان باعتزاز مواقفه ونضاله من أجل الفن والجمال في فترة العشرية السوداء، حيث كان يحيي سهرات فنية راقية بالإقامة الجامعية ببسكرة، متجاوزا كل المخاطر والتهديدات، لكنه وجد نفسه ـ يقول ـ بعد كل هذا الجهد على قارعة الطريق لا يملك حتى ثمن دواء لمواجهة أمراضه المزمنة التي تعددت، مع العلم بادرت مؤخرا بلدية بسكرة بتسجيله في الضمان الاجتماعي، من خلال استفادته من منحة متواضعة تقدم عادة لكبار السن من الفئات الهشة.