أصدرت، مؤخرا، الحظيرة الوطنية بلزمة التابعة لولاية باتنة كتيبا باللغة العربية حول تنوع وثراء المحمية المعروفة وطنيا والممتدة على مساحة كبيرة تقدر بـ 26.250 هكتار، تزخر بالآلاف من الثروات الطبيعية من حيوانات ونباتات العديد منها مهدد بالانقراض، حيث تحرص المحمية على الحفاظ عليه وتثمينه.
الإصدار الجديد يحمل عنوان «لنكتشف الحظيرة الوطنية بلزمة»، يعد من بين أهم إصدارات الحضيرة الوطنية بلزمة التي تحرص في كل مرة على اصدار كتيبات تسلط الضوء على جوانب مهمة منها، سواء ما تعلق بالشجرة الرمز «الأرز الأطلسي» أو النباتات الطبية الكثيرة الموجودة بالحظيرة، وحتى مؤلف حول الفطريات، وكتيب آخر عن الطيور الموجودة فيها وغيرها.
وقد جاء الإصدار الحالي ليُثري المكتبة الوطنية في شقها المتعلق بالبيئة والطبيعة، وكذا الثقافة والتاريخ في 48 صفحة من الحجم العادي ومدعمة بالصور التي التقطها موظفو المحمية واطاراتها خلال خرجاتهم الميدانية للمحمية.
الكتيب اُصدر في طبعة مميزة وفخمة وملونة لتوثق للحياة الطبيعة والبرية بالمحية، التي تعتبر ملاذا أمنا للعشرات من الحيوانات وموطنا للمئات من الانواع النباتية النادرة على المستوى الوطني والعالمي.
وفي هذا الصدد، أكّد مدير الحظيرة محمد لمين دهيمي أن الهدف من هذا الإصدار الورقي هو التعريف بالثروات الطبيعية، وكذا الثقافية والتاريخية التي تكتنزها المحمية الطبيعية، والتي تعد جزءا طبيعيا من السلسلة الجبلية بلزمة، والتي بدورها تعتبر جزءا من سلسلة جبال الأوراس الشامخة العذراء، التي تتوفر على شجرة الأرز الأطلسي التي ترمز للمنطقة والمتواجدة بعد الجزائر في دولة لبنان، مشيرا إلى أن حظيرة بلزمة أنشئت بهدف المحافظة على هذا النوع الطبيعي النادر من الأشجار.
وجاء الكتيب الجديد أيضا ليشمل توثيق كل ما تحتويه المحمية من ثروات طبيعية بالصور، بطريقة مشقة لكل من يعشق الطبيعة وأغوارها لتشجيع الباحثين والمهتمين بالطبيعة على القيام بالمزيد من عمليات البحث والاكتشاف للمحية وثرواتها، لاكتشاف ما تزخر به من أجل المحافظة عليها.
وبدوره المدير السابق للحظيرة السعيد عبد الرحماني، أشار في مقدمة الإصدار إلى أهميته في التعريف بالمحمية والحفاظ عليها، خاصة وأن ظاهرة التصحر باتت تهددها نظرا لموقعها الحساس كونها قريبة جدا من في المنطقة التي تعد بوابة للصحراء، مثمنا ثراءها وتنوعها البيولوجي من الغابات والأحراش، وكذا المنحدرات الصخرية دون الحديث عن تراثها الثقافي والأثري.
وكما هو معلوم، فإن الحظيرة الوطنية بلزمة تتواجد على بعد 7 كلم من مدينة باتنة تتوسط 8 بلديات هي باتنة وسريانة، فسديس، جرمة، وادي الماء، مروانة، حيدوسة ووادي الشعبة، كما أنها تتميز بتوفرها على غطاء غابي كثيف من أشجار الأرز الأطلسي على مساحة 5.700 هكتار، وهي أكبر مساحة من هذا الصنف النباتي على المستوى الوطني حسب مسؤولي المحمية التي انضمت إلى الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي في 15 يونيو 2015.